للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرجعت فجززته ثم أتيته من الغد فقال: إني لم أعنك) وقوله: ذباب. قال صاحب النهاية: الذباب الشؤم أي هذا شؤم.

وأخرج مالك عن عطاء بن يسار قال: (أتى رجل النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثائر الرأس واللحية فأشار إليه رسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كأنه يأمره بإصلاح شعره ولحيته ففعل ثم رجع فقال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أليس هذا خير من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان) والثائر الشعث بعيد العهد بالدهن والترجيل.

وعن أبي قتادة - رضي الله عنه - (أنه كانت له جمة ضخمة فسأل النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأمره أن يحسن إليها وأن يترجل كل يوم) رواه النسائي.

قال الشوكاني أيضاً: [الحديث رجال إسناده كلهم رجال الصحيح وأخرجه أيضًا مالك في الموطأ ولفظ الحديث عن أبي قتادة قال: (قلت يا رسول اللَّه إن لي جمة أفأرجلها قال: نعم وأكرمها) فكان أبو قتادة ربما دهنها في اليوم مرتين من أجل قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نعم وأكرمها] نيل الأوطار ١/ ٢٣٩ - ٢٤١ بتصرف.

وذكر المناوي أن حديث أبي قتادة محمول على أنه كان محتاجاً للترجيل كل يوم لغزارة شعره أو هو لبيان الجواز وذكر الحافظ السيوطي في حاشية أبي داود قال الشيخ ولي الدين العراقي في حديث أبي داود نهى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (أن يمتشط أحدنا كل يوم) هو نهي تنزيه لا تحريم, والمعنى فيه أنه من باب الترفه والتنعم فيجتنب, ولا فرق في ذلك بين الرأس واللحية. فيض القدير ٦/ ٤٠٤.

وروى الإمام البخاري بإسناده عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (يصغي إليَّ رأسه وهو مجاور في المسجد فأرجله وأنا حائض).

وأخرج الترمذي في الشمائل عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (يكثر دهن رأسه, وتسريح لحيته).

وذكر العلامة ابن القيم: حديث (من كان له شعر فليكرمه) وحديث أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (نهى عن الترجل إلا غباً) وردَّ على من قال بوقوع التعارض

<<  <  ج: ص:  >  >>