وقال - صلى الله عليه وسلم -: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ) رواه البخاري ومسلم.
وجاء في رواية أخرى أنه عليه الصلاة والسلام قال:(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ) رواه مسلم.
وإحياء ذكرى الأموات بدعوة الأصدقاء والأقارب وتلاوة القرآن واستئجار القراء وتكرار التعازي كل ذلك ليس له سند من الشرع وما فعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا علمه للصحابة وما فعلوه ولا نقل عن التابعين وقد نص الفقهاء على أنه لا يجوز تكرار التعزية لما في ذلك من تجديد الأحزان بل إن الإمام الشافعي قال:[وأكره المآتم وهي الجماعة وإن لم يكن لهم بكاء فإن ذلك يجدد الحزن ويكلف المؤونة مع ما مضى فيه من الأثر] الأم ١/ ٢٧٩.
ونقل الشيخ ابن عابدين عن الفتاوى التتارخانية:[لا ينبغي لمن عزى مرة أن يعزي مرة أخرى رواه الحسن عن أبي حنيفة].
وقد ذكر هذا الكلام عند قول صاحب الدر المختار:[وتكره التعزية ثانياً] حاشية ابن عابدين ٢/ ٢٤١.
وقال الإمام النووي:[قال أصحابنا وتكره التعزية بعد الثلاثة لأن المقصود فيها تسكين قلب المصاب والغالب سكونه بعد الثلاثة فلا يجدد له الحزن] المجموع ٥/ ٣٠٦.
وأخيراً فينبغي على المسلم أن يلتزم بهدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقتدي بالصحابة والتابعين وسلف الأمة قال تعالى:(أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ) سورة الأنعام الآية ٩٠.
ولا ينخدعن أحد بما اعتاده كثير من الناس من فعل هذه البدع وشيوعها ومشاركة بعض المشايخ فيها فلا حجة لهم في ذلك والحجة في الاقتداء بصاحب الشرع الشريف - صلى الله عليه وسلم - فإن الخير كل الخير في الاتباع وإن الشر كل الشر في الابتداع.