والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله. قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب وكانت تقرأ القرآن فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله؟
فقال عبد الله: ومالي لا ألعن من لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في كتاب الله؟
قالت: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته.
فقال: لئن كنت قرأتيه وجدتيه، قال عز وجل:(وَمَاءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).
فقالت المرأة: فإني أرى شيئاً من هذا على امرأتك الآن.
قال: اذهبي فانظري. قال: فدخلت على امرأة عبد الله فلم تر شيئاً.
فجاءت إليه فقالت: ما رأيت شيئاً. فقال: أما لوكان ذلك لم نجامعها) رواه مسلم
وفي رواية لأبي داود:[قالت: إني أرى بعض هذا على امرأتك. قال: فادخلي فانظري. فدخلت ثم خرجت فقالت: ما رأيت. فقال: لو كان ذلك ما كانت معنا] عون المعبود ١١/ ١٥١.
قال الإمام النووي:[وأما النامصة. فهي التي تزيل الشعر من الوجه والمتنمصة التي تطلب فعل ذلك بها. وهذا الفعل حرام إلا إذا نبتت للمرأة لحية وشوارب فلا تحرم إزالته بل يستحب عندنا.] شرح النووي على صحيح مسلم ٦/ ٢٨٨.
وقول ابن مسعود في آخر الحديث:(أما لو كان ذلك لم نجامعها) معناه لم نصاحبها ولم نجتمع نحن وهي بل كنا نفارقها ونطلقها. هذا هو بيان قول ابن مسعود عند جماهير العلماء كما قال الإمام النووي وعليه تدل رواية أبي داود الأخرى.