بالإصابة بالعين هو نظر باستحسان مشوب بحسد من خبيث الطبع يحصل للمنظور منه ضرر].
فتح الباري ١٢/ ٣٠٨.
وقال العلامة ابن القيم:[وعقلاء الأمم - على اختلاف مللهم ونحلهم - لا تدفع أمر العين ولا تنكره وإن اختلفوا في سببه ووجهة تأثير العين. ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى خلق في الأجسام والأرواح قوىً وطبائع مختلفة وجعل في كثير منها خواص وكيفيات مؤثرة ولا يمكن للعاقل إنكار تأثير الأرواح في الأجسام فإنه مشاهد ومحسوس.] الطب النبوي ص ٢٩٠.
ومما يدل على الإصابة بالعين قوله تعالى:(وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ) سورة القلم الآية ٥١.
قال القرطبي:[يزلقونك بأبصارهم أي يعتانونك بأبصارهم أخبر بشدة عدواتهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأرادوا أن يصيبوه بالعين.] تفسير القرطبي ١٨/ ٢٥٤.
وقال الله تعالى:(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) سورة الفلق.
قال ابن القيم:[فكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائناً فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الإستعاذة منه استعاذة من العائن] الطب النبوي ص ٢٩١.
والعلاج من الإصابة بالعين يكون بالطرق الشرعية الواردة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وأول تلك الطرق أن على المسلم إذا رأى شيئاً يعجبه فعليه التبريك والمراد به الدعاء من العائن للمعين بالبركة عند نظره إليه فذلك بإرادة الله ومشيئته يحول دون إحداث أي ضرر بالمعين ويبطل كل أثر من آثار العين.
وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعامر بن ربيعة لما أصاب سهل بن حنيف لما رأى بدنه فقال - صلى الله عليه وسلم -: (سبحان الله علام يقتل أحدكم أخاه؟ وإذا رأى شيئاً يعجبه