للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعبرية والنبطية، وأوصلوها إلى ما يقرب من أربعين كلمة، منها (القرآن - سكينة - زكاة- سرادق- الحور- مشكاة- إستبرق- السبت - زنجبيل - سجيل).

والجواب: نزل القرآن بلسان عربي مبين، لذا لا يوجد في سطر من سطوره جملة واحدة غير عربية، ولا يوجد جملة واحدة مركبة بما يخالف أساليب العرب وطرائقها في البيان.

إن وجود كلمات فرنسية متفرقة في كتاب مكتوب بالإنجليزية، لن تجعل الكتاب فرنسياً، ولن تشكك في إنجليزية الكتاب ولا الكاتب، وبخاصة حين تكون هذه الكلمات أسماء لأعاجم، فهذه الكلمات تنقل كما هي من لغة إلى أخرى من غير ترجمة معانيها.

ثم إن كثيراً من هذه الكلمات - التي استعجموها- عربية في جذورها واشتقاقاتها، وجهل البعض بها لقلة استخدامها أو غيره لا يعني أعجميتها، ومن ذلك كلمة (قرآن - سكينة - حور)، فكلمة (قرآن) ليست من الكلمة العبرية (?????) قارا، ولا من السريانية (قرُا)، بل هي من الجذر العربي (قرأ)، وهذا التشابه في جذور كلمات اللغات السامية كبير ومعروف عند علماء اللغات، وصوره أكثر من أن تحصى في اللغات السامية، وبسببه أخطأ البعض في نسبة بعض الكلمات العربية الأصيلة إلى لغات أخرى (١).

ولو ضربنا لذلك مثلاً بكلمة (قرآن)، فإنا نقول بأنها مشتقة عربية على وزن


(١) القرآن ولغة السريان، أحمد محمد علي الجمل، (كتاب إلكتروني)، وقد بين الدكتور الجمل أمثلة لهذا المتشابه، ومنه لفظة (الحور)، فتدور معانيها في العربية والعبرية والسريانية على البياض والصفاء، لكنها كلمة عربية أصيلة استخدمها العرب، ووردت في أشعارهم، ومن ذلك قول عمرو بن قُميئة:
لَها عَينُ حَوراءَ في رَوضَةٍ ... وَتَقرو مَعَ النَبتِ أَرطى طِوالا
وقول خليفة بن بشير:
حتى أضاءَ سِراجٌ دونه حَجَلٌ ... حُورُ العيونِ مِلاحٌ طرفُها ساجي

<<  <   >  >>