للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِلَّا مَا شَاءَ الله إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى} (الأعلى: ٦ - ٧).

وهكذا فالعرضة الأخيرة للقرآن هي فقط ما تعبدنا الله بتلاوته إلى يوم القيامة، وأما ما سوى ذلك مما كان يقرأ؛ فقد نسخ بقراءة العرضة الأخيرة التي شهدها جمع من الصحابة، منهم زيد بن ثابت، فأهَّله ذلك لجمع القرآن زمن الصديق، ثم زمن عثمان رضي الله عنهم أجمعين.

قال أبو عبد الرحمن السلمي: "كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرؤون القراءة العامة، وهي القراءة التي قرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه (١).

وقال عن زيد: "شهد العرضة الأخيرة، وكان يُقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كَتبة المصاحف رضي الله عنهم أجمعين " (٢).

وعن كثير بن أفلح أن عثمان - رضي الله عنه - "لما أراد أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، فيهم أُبي بن كعب وزيد بن ثابت .. وكان عثمان يتعاهدهم، فكانوا إذا تدارءوا في شيء أخروه .. إنما كانوا يؤخرونه لينظروا أحدثهم عهداً بالعرضة الآخرة، فيكتبونها على قوله" (٣).

وعن سمُرة - رضي الله عنه - قال: عرض القرآن على رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عرضات، فيقولون: إن قراءتنا هذه العرضة الأخيرة (٤).


(١) انظر: البرهان في علوم القرآن، الزركشي (١/ ٢٣٧).
(٢) انظر المصدر السابق (١/ ٢٣٧).
(٣) أخرجه ابن أبي داود في كتاب المصاحف، ص (٣٣).
(٤) أخرجه الحاكم في المستدرك (٢/ ٤٢)، وصححه، ووافقه الذهبي.

<<  <   >  >>