(٢) هذه قطعة من الخطبة، ونذكر هنا نص الخطبة بكاملها، للموعظة البليغة، والفوائد الكثيرة التي تشتمل عليها وهي: «يا أيها الناس! إني لا أراني وإياكم نجتمع في هذا المجلس أبدا. إنّ دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضعه من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كلّه، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهم ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهنّ عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تسألون عني، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت، وأديت، ونصحت، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكبها إلى الناس: «اللهمّ اشهد» ثلاث مرات (معدن الأعمال (١١٠٧) - عن وابصة رضي الله عنه رواه ابن عساكر- وروى مسلم في صحيحه عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جابر: ولما فرغ الرسول صلّى الله عليه وسلم من الخطبة نزلت هذه الآية الكريمة في نفس المكان: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [المائدة: ٣] .