للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ليوبولد فايس]

«.. إن العمل بسنة رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- هو عمل على حفظ كيان الإسلام وعلى تقدمه، وإن ترك السنة هو انحلال الإسلام. لقد كانت السنة الهيكل الحديدى الذى قام عليه صرح الإسلام، وأنك إذا أزلت هيكل بناء ما، أفيدهشك أن يتقوض ذلك البناء، كأنه بيت من ورق؟» «١» .

«.. إن السنة هى المثال الذى أقامه لنا الرسول- صلّى الله عليه وسلم- من أعماله وأقواله.

إن حياته العجيبة كانت تمثيلا حيّا وتفسيرا لما جاء فى القرآن الكريم، ولا يمكننا أن ننصف القرآن الكريم بأكثر من أن نتبع الذى قد بلّغ الوحى» «٢» .

«.. إنه على الرغم من جميع الجهود التى بذلت فى سبيل تحدى الحديث على أنه نظام ما، فإن أولئك النقاد العصريين من الشرقيين والغربيين لم يستطيعوا أن يدعموا انتقادهم العاطفى الخالص بنتائج من البحث العلمى.

وأنه من الصعب أن يفعل أحد ذلك، لأن الجامعين لكتب الحديث الأولى، وخصوصا الإمامين البخارى ومسلم قد قاموا بكل ما فى طاقة البشر عند عرض صحة كل حديث على قواعد التحديث عرضا أشد كثيرا من ذلك الذى يلجأ إليه المؤرخون الأوربيون عادة عند النظر فى مصادر التاريخ القديم» «٣» .

«.. إن رفض الأحاديث الصحيحة، جملة واحدة أو أقساما، ليس حتى اليوم.. إلا قضية ذوق، قضية قصرت عن أن تجعل من نفسها بحثا علميا خالصا من الأهواء..» «٤» .

«.. إن العمل بالسنة (يجعل) كل شيء فى حياتنا اليومية مبنيّا على الاقتداء بما فعله الرسول- صلّى الله عليه وسلم- وهكذا نكون دائما، إذا فعلنا أو تركنا ذلك، مجبرين على أن نفكر بأعمال الرسول وأقواله المماثلة لأعمالنا هذه وعلى هذا تصبح شخصية أعظم رجل متغلغلة إلى حد بعيد فى منهاج حياتنا اليومية نفسه، ويكون نفوذه الروحى قد أصبح العامل الحقيقى الذى يعتادنا طوال الحياة..» «٥» .


(١) الإسلام على مفترق الطرق، ص ٨٧.
(٢) نفسه، ص ٨٨.
(٣) نفسه، ص ٩٢.
(٤) نفسه، ص ٩٧.
(٥) نفسه، ص ١٠٩.

<<  <   >  >>