«قد نعلم يا محمد أنك تصل الرحم وتصدق الحديث ولا نكذبك ولكنّ نكذب الذى جئت به» أخرجه الحاكم فى مستدركه هذا صحيح على شرط الشيخين. فأنزل الله عز وجل: فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (الأنعام: ٣٣) .
ولهذا ورد أنهم عرضوا عليه الجاه والسيادة والملك وجمع الأموال والمغريات الآخرى مقابل ترك هذه الدعوة أو جزآ منها كحل وسط ولكنهم لم ينجحوا فيها لأن موقف الرسول صلّى الله عليه وسلم كان ثابتا.
وعرض هذه الأمور عليه يدل على سمو مكانة النبى صلّى الله عليه وسلم من جهة النسب عند قومه قريش الذين كانوا يأنفون أن يخضعوا للوضيع مهما كان الأمر وخاصة إذا جاء بأمر يخالف عاداتهم وتقاليدهم مثل ما جاء به رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الدين الحنيف والدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك والأوثان وما كان سائدا فى مجتمع مكة من عادات وتقاليد جاهلية.
عادة الصحابة فى تعظيمه عليه الصلاة والسلام وتوقيره وإجلاله صلّى الله عليه وسلم
عن ابن شماسة المهرىّ قال حضرنا عمرو بن العاص فذكر لنا حديثا طويلا فيه:«وما كان أحد أحب إليّ من رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولا أجلّ فى عينى منه، وما كنت أطيق أن أملأ عينى منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأنى لم أكن أملأ عينى منه» .
وروى الترمذى عن أنس أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان يخرج على اصحابه من المهاجرين والأنصار وهم جلوس فيهم أبو بكر وعمر، فلا يرفع أحد منهم إليه بصره إلا أبو بكر وعمر، فإنهما كانا ينظران إليه، وينظر إليهما، ويبتسمان إليه، ويبتسم لهما.
ولما أذنت قريش لعثمان فى الطواف بالبيت حين وجهه النبى صلّى الله عليه وسلم إليهم