ويروى الكاتب العربى هشام جعيط فى تحليله للشخصية الأوربية كيف أنها نظرت للعالم الإسلامى ولدعوة النبى- صلّى الله عليه وسلم- فيقول:«يسير تاريخ الإسلام لا وفق ديناميكيته الخاصة، بل كانعكاس شاحب ومعكوس لتاريخ الغرب. لنأخذ مثلا على ذلك: شخصية محمد. نلاحظ أنه ضمن كل تحليل لهذه الشخصية تنساب عملية مقارنة مع المسيح. إذا كان محمد غير صادق فذلك لأن المسيح كان صادقا؛ وإذا كان متعدد الزوجات وشهوانيا، فلأن المسيح كان عفيفا؛ وإذا كان محمد محاربا وسياسيا فذلك استنادا إلى أن يسوع مسالم، مغلوب ومعذب.
[تجذر فكرة النبوة الكاذبة]
قامت الكنيسة الغربية تحديدا منذ بداية الإسلام بالطعن فى صدق نبوة رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا يزال هذا الموقف هو السمت المشترك لمعظم المفكرين المتدينين الغربيين، رغم أن بعضهم قد تنازل ووصف النبى ببعض الصفات الإيجابية كقائد سياسى، أو مصلح إنسانى، أو إنسان طموح، ولكن ليس كنبى يوحى إليه. وأخطأ كثير منا فى فهم دلالة العبارات، والتى تطير بها وكالات الأنباء العربية والإسلامية، وكأنها تمثل تحولا فكريا فى نظرة الغرب للنبى. فكم تغنينا بعبارة أن «العظماء مائة وأعظمهم محمد» وغيرها من العبارات التى يكثر تقديمها فى هذا السياق.
كما تسببت هذه الرؤية فى كذب نبوة محمد- صلّى الله عليه وسلم- فى تكوين فكرة مسيحية استقرت فى أذهان الكثير من المفكرين الدينيين فى الغرب. هذه الرؤية تتصور أن هذه النبوة الكاذبة فى ظنهم قد أوقفت تطور الإنسانية باتجاه العصرية. يقول أحدهم: «لقد أمكن لمحمد أن يكون إمبراطورية سياسية ودينية على حساب موسى والمسيح.
ويلحظ أحد المفكرين أن فكرة أن النبى لم يكن نبيا حقيقيا صادقا قد تجذرت دون أن يصدها أى ريب أو شك أو حتى محاولة للتفهم الحقيقى للرسالة الإسلامية عند مفكرين عديدين من القرون الوسطى، أمثال