الغرب التى تقوم على مركزية الإنسان. لذلك اختار الغرب أن يجعل عداء الإسلام ضمن منظومة قيمه الرئيسية لأنه بذلك يتمكن من إبقاء الفرد مركزا للكون فى مواجهة دعوة محمد- صلّى الله عليه وسلم- التى حافظت على مكانة الخالق جل وعلا ومركزيتها فى حياة البشر.
وحول ذلك تحدثت المؤلفة البريطانية كارين أرمسترونج- صاحبة كتاب «محمد» قائلة: «علينا أن نتذكر أن الاتجاه العدائى ضد الإسلام فى الغرب هو جزء من منظومة القيم الغربية، التى بدأت فى التشكل مع عصر النهضة والحملات الصليبية وهى بداية استعادة الغرب لذاته الخاصة مرة أخرى، فالقرن الحادى عشر كان بداية لأوروبا الجديدة وكانت الحملات الصليبية بمثابة أول رد فعل جماعى تقوم به أوروبا الجديدة.
[بين محمد والمسيح]
تمحور الفكر الغربى حول شخصية المسيح عليه السّلام. وتحولت شخصية المسيح بعد تحريف الدين المسيحى إلى تجسيد للفكر الغربى حول مركزية الفرد فى الكون. فقد تحول الإله فى نظر المتدينين إلى شخص.. إله فى صورة فرد..
دفع دمه ثمنا مقدما لجميع خطاياهم القادمة. وعندما سيطر الفكر النفعى على الشخصية الغربية، أصبح التعلق بشخص المسيح يمثل قمة النفعية لمن اختاروا التدين، فهو قد قام بدفع فتورة خطاياهم حتى قبل أن يقعوا فيها، وأبقى لهم الحياة لكى يمارسوا فيها ما شاؤا من أفعال طالما أن محبة المسيح كفرد وكإله- تسيطر على مشاعرهم. أما من تركوا الدين المسيحى بأكمله، وأصبحوا لادينيين أو ملحدين، فقد كان المسيح- بعد تحريف الدين- أيضا مركزيا فى مواقفهم الفكرية ... فهو فرد، وبالتالى لا يمكن أن يختلف عن غيره من البشر، وبالتالى فليس هناك إله- بزعمهم. كما أن المسيح بصورته التى قامت الكنيسة الغربية بتصويرها رحيم منعزل عن حياة الناس ... يقبل بكل معايير الحياة الإنسانية، ولا يدعو إلا إلى الحرية والمساواة ... وهى أهم قيم