للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول لنا إن الفارس الواحد كان يربط معه خمسة أفراس أو أزيد.

وتقول الرواية الإسلامية، إنه لم ينج من الجيش النصراني سوى خمسمائة فارس أو أقل، هم الذين فروا مع ملك قشتالة. وتابع ملك قشتالة فراره مع فلوله ولم يتوقف إلا عند قورية، على بعد عشرين مرحلة من ميدان الموقعة.

وتضيف الرواية إلى ذلك أن معظم أولئك الفرسان الفارين كانوا مثخنين بالجراح، فمات معظمهم في الطريق، ولم يصل منهم إلى طليطلة مع مليكهم سوى مائة (١).

وهذا هو نفس ما يقرره يوسف في خطاب الفتح الرسمي الذي بعث به إلى المغرب حيث يقول: " وتسلل ألفنش تحت الظلام فاراً لا يهدى ولا ينام، ومات من الخمسمائة فارس الذين كانوا معه بالطريق أربعمائة فلم يدخل طليطلة إلا في مائة فارس " (٢). بيد أنه في رسالته التي بعث بها إلى المعز بن باديس، والتي يصف لنا فيها معركة الزلاقة تفصيلا ولاسيما الدور الذي قام به مع جنده، يقول لنا، إنه علم أن الذي انقطع به ألفونسو من عسكره يبلغون نحو ألفي رجل، قد أثخن معظمها جراحة، وأنهم انتظروا حتى دخول الليل، ثم لجأوا إلى الفرار. ثم تقول الرواية الإسلامية أيضاً إن المسلمين لم يخسروا في المعركة سوى نحو ثلاثة آلاف (٣)، ويقول لنا يوسف في رسالته إنه قُتل من أكابره نحو العشرين، هذا في حين أن النصارى قد هلك معظمهم. وتذهب في تقدير خسائر النصارى إلى حد قولها إنهم بلغوا نحو ثلاثمائة ألف (٤). بيد أن هناك أقوالا أكثر اعتدالا، فيروى مثلا أن أمير المسلمين أمر بقطع رؤوس القتلى من النصارى فقطعت وجمعت، فاجتمع منها تل عظيم، أذن من فوقه للصلاة، واجتمع منها بين يدي المعتمد بن عباد أربعة وعشرين ألفاً، وأن رؤوس القتلى التي وزعت على قواعد الأندلس بلغت أربعين ألفاً، وأنه أرسل إلى المغرب أربعين ألفاً أخرى، لتوزع على قواعده. ويقول لنا صاحب روض القرطاس إن الروم (القشتاليين) وكانوا ثمانين ألف فارس، ومائتي ألف راجل، فقتلوا أجمعين ولم ينج منهم إلا ألفنش في مائة فارس، ومن الغريب أن هذه الأرقام نفسها هي التي وردت


(١) روض القرطاس ص ٩٦.
(٢) روض القرطاس ص ٩٨.
(٣) روض القرطاس ص ٩٦.
(٤) الحلل الموشية ص ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>