للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسر بالشىء لكن كي تغر به ... كالأيم ثار إلى الجاني من الزهر

كم دولة وليت بالنصر خدمتها ... لم تبق منها وسل ذكراك من خبر

ومنها في رثاء بني الأفطس:

بني المظفر والأيام لا نزلت ... مراحل والورى منها على سفر

سحقاً ليومكم يوماً ولا حملت ... بمثله ليلة في غابر العمر

من للأسرة أو من للأعنة أو ... من للأسنة يهديها إلى الثغر

من للبراعة أو من لليراعة أو ... من للسماحة أو للنفع والضرر

ومنها:

أين الجلال الذي غضت مهابته ..

. قلوبنا وعيون الأنجم الزهر

أين الإباء الذين أرسوا قواعده ... على دعائم من عز ومن ظفر

أين الوفاء الذي أصفوا شرائعه ... فلم يرد أحد منها على كدر

كانوا رواسي أرض الله منذ مضوا ... عنها استطارت بمن فيها ولم تقر

كانوا مصابيحها فمذ خبوا عثرت ... هذه الخليقة يا ألله في سدر (١)

هذا وقد أجمل لنا مأساة الطوائف شاعر معاصر هو أبو الحسن جعفر بن ابراهيم المعروف بابن الحاج اللورقي في تلك الأبيات الثلاثة:

كم بالمغارب من أشلاء مخترم ... وعاثر الجد مصبور على الوهن

أبناء معن، وعباد، ومسلمة ... والحميريين باديس وذى النون

راحوا لهم في هضاب العز أبنية ... وأصبحوا بين مقهور ومسجون (٢)

وعلى أثر الاستيلاء على بطليوس، سارت حملة مرابطية إلى ثغر أشبونة، وكانت تحتله مذ نزل عنه المتوكل، حامية قشتالية بقيادة الكونت ريمون البرجوني صهر ألفونسو السادس، وهاجم المرابطون أشبونة بشدة واقتحموها، وقتلوا وأسروا معظم حاميتها النصرانية. وأعيد بذلك هذا الثغر الهام إلى حظيرة المملكة الإسلامية (نوفمبر سنة ١٠٩٤ م) (٣).


(١) تراجع القصيدة بأكملها في المعجب ص ٤٢ - ٤٦، ونشرت ناقصة في أعمال الأعلام ص ١٨٦ - ١٨٩.
(٢) الحلة السيراء ج ٢ ص ١٠١ و ١٠٢.
(٣) راجع الحلل الموشية ص ٥٥ وكذلك: R.M.Pidal: ibid ; p. ٥٠٢

<<  <  ج: ص:  >  >>