أخت برمودو، بيد أن هذه المصاهرة لم تفعل شيئاً لتوثيق علائق المملكتين، وبالعكس فإن سانشو الكبير وولده فرناندو، كانا يريان في تلك المصاهرة وسيلة لانتزاع عرش ليون. على أن سانشو لم ينتظر سير الحوادث لتحقيق هذا الاحتمال، بل سار في قواته إلى ليون وافتتحها، وأعلن نفسه ملكاً عليها، وفر برمودو ليرقب الفرص لاسترداد عرشه.
ولما توفي سانشو الكبير ملك نافار، أوملك اسبانيا، في سنة ١٠٣٥ م, استطاع برمودو أن يسترد جزءاً من أملاكه وأن يقيم بلاطه، وثارت بينه وبين صهره فرناندو ملك قشتالة الحرب، واستمرت مدى عامين، ثم كان اللقاء الحاسم بينهما في موقعة تامارون في سنة ١٠٣٧ م وفيها لقى برمودو مصرعه.
ونظراً لوفاته دون عقب، فقد استولى فرناندو على مملكة ليون بحكم المصاهرة والوراثة، وغدا ملكاً على مملكة قشتالة وليون الموحدة. وانتهى بمقتل برمودو الثالث نسل ملوك اسبانيا النصرانية، منذ أيام القوط، ومذ قامت مملكة أشتوريش وجلِّيقية وليون في أواخر القرن الثامن الميلادي، كما انتهى من قبل نسل أمراء قشتالة.
- ١ -
وكان سانشو الكبير، قد قسم المملكة قبيل وفاته، بين أبنائه الأربعة، فخص فرناندو كما هو بملك قشتالة وليون وجليقية، وغرسية أكبر أولاده بالوطن الأصلي نافار، ممتداً من غرب البرنيه إلى منابع الإيبرو، وخص ولده غير الشرعي، راميرو، برقعة ضيقة تمتد بحذاء نافار من باب شيزروا جنوباً. وتسمى بمملكة أراجون، وولده كونزالو، بمنطقة صغيرة أخرى في أواسط البرنيه، وهي ولاية سوبرابي ورباجرسا. وهكذا غدت الممالك الإسبانية النصرانية، بهذا التقسيم أربعاً، وهذا عدا إمارة برشلونة الفرنجية الواقعة في شمال شرقي إسبانيا، وقد كان يحكها رامون برنجير الأول عميد آل برنجير.
وكان من جراء هذا التقسيم أن بدأت سلسلة جديدة من الحروب الأهلية بين الملوك الإخوة، وبدأت الحوادث باختفاء مملكة سوبرابي الصغيرة.
ذلك أن أميرها كونزالو قتل غيلة أثناء عوده من الصيد (١٠٣٨ م)، فاختار