للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفقهاء، تغريب النصارى المعاهدين، لأنهم نقضوا العهد وخرجوا عن الذمة, وأبعدت منهم بناء على ذلك عن الأندلس ألوف عديدة، فرقت في مختلف أنحاء إفريقية (١).

وثمة ظاهرة أخرى برزت في أواخر عهد الطوائف، وترتبت على سقوط طليطلة وغيرها من القواعد الأندلسية القديمة في يد القشتاليين، ثم سقوط سرقسطة وأعمالها بعد ذلك بقليل في يد ملك أراجون (٥١٢ هـ - ١١١٨ م). فإلى ذلك الحين كانت المشكلة العنصرية والدينية. تنحصر في جانب واحد، وهو أقليات النصارى المعاهدين التي تعيش في القواعد الأندلسية تحت الحكم الإسلامي.

ولكن تبرز من ذلك الحين مشكلة عنصرية دينية مقابلة، هي مشكلة الأقليات المسلمة التي بقيت في القواعد الأندلسية المفتوحة تحت الحكم النصراني، وأولئك هم المدجّنون، (وبالإسبانية Mudéjares) الذين يبدأ ذكرهم في التواريخ الأندلسية، منذ أوائل القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي)، والذين تزداد جموعهم تباعاً كلما سقطت قاعدة أندلسية جديدة في أيدي النصارى (٢).


(١) راجع الحلل الموشية ص ٧٠ و ٧١. وكذلك R.M.Pidal: Origenes del Espanol, p. ٤٢٥ و F.Codera: Decadencia y Disparicion de los Almoravides, p. ١٥ & ١٦
(٢) تحدثنا عن أحوال المدجنين بإفاضة في كتابنا " نهاية الأندلس " وهو العصر الرابع من كتاب دولة الإسلام في الأندلس (الطبعة الثالثة) ص ٥٥ - ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>