أبا عبد الله بن الحداد يعاتبه فيها ويفضل العجم على العرب وكتب بها من لاره
(منقولة عن مخطوط الإسكوريال رقم ٥٣٨ الغزيري لوحة ٢٦ - ٢٩)
سلام عليك ذا االروى المروي الموقوف قريضه على حللة بجانة، أرش اليمن، بزهيد الثمن، كأن ما في الأرض إنسان الا من غسّان، أو من آل ذي حسان. وإن كان القوم أقنوك، وعن العالم أغنوك، على حسب المذكور، فلما هذا الإعمال للكور، وترك الوكور. وقل ما تأخذ الشعرة في الرحيل إلا عن الربع المحيل، ولو أن القوم خلطوك بالآل، لما أحوجك إلى الخبط في الآل. مه مه، من أحوجك إلى ركوب المهمة وثقف، وودك لا نقف، على من اضطرك إلى الايغال، وباعك بيع المسامح بك لا المغال، وعوضك من الأندية، يجوب الأودية، ومن المآلف بقطع المتالف، وحملك على مخالفة الحَصان، ومحالفة الحِصان، ووكلك بمسح الأرض، ذات الطول والعرض، فإذا يممت تبالة، تتباله، وصرت ضغثاً على إبالة، تتعلل باليمين، ضنا بالعلق الثمين. أأحسبك أزريت، وبهذا الجيل البجيل ازدريت، وما دريت، أنهم الصهب الشهب، ليسوا بعرب، ذوي أينق جرب، أساورة أكاسرة، مُجد نُجد بُهم، لا رعاة شويهات ولا بهم، شغلوا بالماذي والمرّان عن رعي البعران، وبجلب العز، عن حلب المعز، جبابرة قياصرة، ذوو المغافر والدروع، للتنفيس عن روع المروع، حماة السروح، نماة الصروح، صقورة، غلبت عليهم شقورة، وشقورة الخرصان، لكنهم خَطَبة بالخرصان.
ما ضرهم أن شهدوا مجادا ... أو كافحوا يوم الوغى الأنداد