للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجاء أن تكون المشافهة تستلبه، والملاطفة تلينه وتغريه فأبى إلا ..... وانبساطاً. فلما رأيته عن سوء معتقده غير ..... وعن فساد رأيه غير راجع، وغرني جماحه، وأعوزني استصلاحه، ونقلني عن سجيتي بكره، وكدر صفوي من كل وجه، راجحت في أمره بين أن أرضى الله عز وجل في قطيعته بالنظر لعباده، والحماية لبلاده، فما أطمع ........ وطأ نواحيها، وأمنع ممن رامه، وأدفع عنه من أراد اهتضامه، وأن أبتهل .... برحم عن نفسي، فرفع الله عن ذلك منزلتها، وبسط عليه مقدرتها، فرأيت النظر في قطع مضرته أولى، والسعي في حسم علته ومعرته أحمى، فأنفذت ذلك بعد استخارة الله تعالى فيه، وألزمته البقاء بقصبة منتشون، وللنفس يعلم الله مما حملني عليه ارتماض وشفاق، ولما يؤثره الرحم من ذلك إزعاج وإقلاق، إلا أنه لم يوجد إلى غير ذلك سبيلا، ولا جعلني إلى سواه مخيلا، وكان فيما يأتيه أعق، وبما جره القدر إليه بحكم اعتقاده أحق، وقد يستسهل المرء المكاره ما لم يجد عنها مذهباً، ويركب حد السيف إذا لم يجد سواه مركباً، والله يشهد لقد طوى جوانحي مما ساقني إليه على لواعج مزعجة، وخرق منضجة، وكتابي هذا من لاردة، وقد استقرت بحمد الله على الدعة أسباب قريرها، واتصل بجميل عونه تدبيرها، وتقضي أبقاك الله وكيد ما بيننا مقاسمتك الحال، وتعرفك المبدي منها والمآل، فإنك الشريك في الحلو والمر، والقيم في النفع والضر، وفي خلال هذا أعزك الله ما وردني ابن فلان خاصتك سلمه الله بكتابك الكريم، المشتمل على أحفل البر، والمقتضي لأجزل الشكر، ووقف به من حقائق الأحوال لديك على كل ما بسط أملي، وأكد جدلي، وعظمت نعم الله ...... وقد صدر أبقاه الله متحملا من صحة ودي، وثبات عهدي، وارتباط عقدي، .... الأحوال عندي ما يطلعك من ذلك كله على الجملة الكافية والجلية الشافية ".

<<  <  ج: ص:  >  >>