الكلب والفرُّوج، وبالنفير عن النقير، وبالجنائب عن الحبائب، وبالخب عن الحب، وبالسليل عن الشليل، وبالأمر والذمر، عن معاقرة الخمر والزمر، وباللقيان عن العقيان، وعن قنيان القيان، طِياتهم خطياتهم، وغلاتهم، آلاتهم وحصونهم، حصنهم أقيال، آباؤهم من بين الأنام أقتال.
أولئك قومي إن بنوا شيّدوا البنى ... وإن حاربوا جدّوا وان عقدوا سدّوا
وُضُحٌ رُجح، لا حفزة عكر، ولا قفزة أكر، ملوك جلة، لا محرِقوا جلة، ندس، غنوا بالإستبرق والسندس. عن البيت المقيظ المشتى، المجموع من النعيجات الست. بسل لا حراس مسل، ولا غراس فسل، مُلَّك لقاح، ليس منهم في ورد ولا صدر شرّاب دَرِّ اللقاح، بل شرابهم النبيذ، وطعامهم الحنيذ، لا زهيد الهبيد في البيد، ولا مكون الوكون، ولا منهم من احتشا، بمذموم الكُشا، ولا في سائر الاحفاش، من وليد وناش، من اغتذى بالأحناش. فلا يقعقع لهم بالشِّنان، ولا يوعوع لهم بالشنآن، فكف أيها الشان، فلهم عظيم الشان. واليد الطولى إذ تخلصوكم من أكف الحبشان، صنيع منيع. ومنة لايشوبها منة، فيالها منحة، لكنها أعقبت محنة، إذ صادفت كفرة، لاشكرة، إيهاً إذ تأبطتم تيهاً، معشر البداة العداة. اعتقدتم غِلاَّ، فاستثرتم صلا. أما علمتم ان الدولة النوشروانية، والمملكة الأزدشيرية، بقروا أجوافكم، وخلعوا أكتافكم، ثم عطفوا ورأفوا، وملكوكم الحيرة بعد عظيم الحيرة، قللا ذللا. تتخيرون البنات عند البيات مبهورات لا ممهورات. فبرم من ذلك غسّانكم ونُعمانكم، وكان برمه سببا لدرء أمانكم، فأصبح بعد جر الذيول، مدوساً بأخفاف الفيول؛ والكرام بنو الأصفر، الأطهر الأظهر, عطفتهم عليكم الرحم الإبراهيمية، والعمومة الإسماعيلية. فسمحوا لكم من الشام بأقصى مكان، بعد ما كان، من سيل العرم ما كان، يؤدي نعمانكم وغسانكم لقروم الأعاجم، الإتاوة على الجماجم.
هذي المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا به بعد أبوالا
F.٢٨A مهلا بني الأماء، عن الغمز والإيماء، فنحن عُرق غُرق، في الأنساب الصميمة، والأحساب العميمة، فمن يهولنا أو يروعنا،