ثم أجح بشاعر غسّان، لا ساسان في هذا العيد بالوعيد، وأحر في في هذا الفصل بعدم الوصل. لقد غَم آخرك، لكن بالرغم أخرك إذ أضربت عن مديح، علقنا الربيح، معز الدولة، شهمنا الرئيس وسهمنا النفيس قَيل الأمم، وسيل الأمم، معنى المعاني، ومغنى المغاني، ذي الرياسة الساسانية، والنفاسة النفسانية، فاذهب يا غثّ المذهب، وابتغ في الأرض نفقا، أو في السماء مرتقى، فهده أليّة، جلبت عليك بليّة، أو حُك من البسيط المديد، ما تستجير به من بطشنا الشديد، إذ نحن معشر الموالي، لا نوالي، إلا من هو لعظيمتنا موالي، وحذار حذار ان تقرع سن الندم، ولات حين مندم، قبل أن تجمع ذنوبك على ذنوبك، وكُربك في كَرَبك، فمن أبصر أقصر، وما حرّف، من صديقه خرّف.
فلا تتبشع ممضَّ العتا ... ب يلقاك يوما بلقياه لاق
فإن الدواء حميد الفعال ... وإن كان مُرَّا كريه المذاق
يا معتقل علم الشعر، والمستقل بقلم النظم والنثر:
قد استحييت منك فلا تكلني ... إلى شىء سوى عذر جميل
وقد أنفذت ما حقي عليه ... قبيح الهجو أو شتم الرسول
وذاك على انفرادك قوت يوم ... إذا أنفقت إنفاق البخيل
وكيف وأنت علويّ السجايا ... وليس إلى اقتصادك من سبيل
وقد يقوى الفصيح فلا تقابل ... ضعيف البر إلا بالقبول
وإن الوزن وهو أصح وزن ... يقام صَغَاه بالحرف العليل
فإن يك ما بعثت به قليلا ... فلي حال أقل من القليل
نجزته من كلام المعري
والسلام عليك ما سبح الفَلَك وسبّح المَلَك، ورحمة الله وبركاته.