للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الجند والرماة (١)، وفي روية أخرى أن الفرنج بلغوا خمسين ألف فارس (٢).

- ٢ -

وهكذا اجتمعت الجيوش النصرانية المتحدة من الأرجونيين والفرنج، وسارت لافتتاح سرقسطة، وفي بعض الروايات أن الذي بدأ بالحصار هو الجيش الفرنجي الذي يقوده جاستون دي بيارن، وأن ألفونسو المحارب قدم بعد ذلك في قواته من قشتالة (٣). وبدأ حصار سرقسطة وفقاً للرواية الإسلامية في مستهل شهر صفر سنة ٥١٢ هـ (٤)، ويوافق ذلك يوم ٢٢ مايو سنة ١١١٨، وهو التاريخ الذي تضعه الرواية الفرنجية. وهنا يبدأ الغموض في تعقب حوادث الحصار، ونجد أنفسنا أمام طائفة من الروايات المتناقضة، فهناك أولا القول بأن سرقسطة انتهت بعد حصار دام أشهراً، أو دام بالتحديد تسعة أشهر، بالتسليم صلحاً.

وهذه رواية ابن الكردبوس في " الإكتفا " وابن عبد المنعم الحميري في الروض المعطار (٥). بيد أن هذه رواية ضعيفة أو بعبارة أخرى رواية ناقصة. وأما الروايات الأخرى وهي عديدة، عربية وإفرنجية، فإنها تتفق في أنه وقعت خلال الحصار معارك عديدة بين المسلمين والنصارى، وأن سرقسطة لم تسلم صلحاً، وإنما أرغمت على التسليم إرغاماً، بعد أن برّحت بأهلها أهوال الحصار، وبعد أن هزم أهلها في غير معركة، وهزم المرابطون الذين تصدوا للدفاع عنها.

وتقدم إلينا الرواية الإسلامية تفاصيل مختلفة عن حوادث الحصار، والمعارك التي سبقته أو اقترنت به، فيقول لنا صاحب روض القرطاس، إن عبد الله بن مزدلي لما ولي سرقسطة في سنة ٥١١ هـ، سار إليها من غرناطة، فوجد ابن رذمير قد أذاق أهلها شراً، فاشتبك معه عبد الله في عدة معارك شديدة حتى هزمه، وأخرجه من البلدة، ولبث عبد الله بعد ذلك عاماً آخر في سرقسطة ثم توفي، فبقيت دون أمير " فأتاها ابن رذمير فنزلها، وأتى ألفنش أيضاً في أمم لا تحصى من قبائل الروم، فنزل لاردة من بلاد الجوف، فاتصل الخبر بأمير المسلمين علي


(١) روض القرطاس ص ١٠٦، والبيان المغرب (من الأوراق المخطوطة السالفة الذكر).
(٢) الروض المعطار (صفة جزيرة الأندلس) ص ٩٨.
(٣) مقال الأستاذ لاكارا السالف الذكر ص ٨٠.
(٤) ابن عذارى في البيان المغرب (الأوراق المخطوطة السالفة الذكر).
(٥) ابن الكردبوس (مخطوط أكاديمية التاريخ السالف الذكر لوحة ١٦٤ ب) والروض المعطار ص ٩٧ و ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>