للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زميله قائد الروم المسمى " الإبرتير " جريحاً، وارتد عبد المؤمن في قوات الموحدين إلى تينملل (١).

ويجدر بنا قبل الكلام عن المعارك التي اضطرمت بين الفريقين في تلك الفترة، والتي كان يشترك فيها " الإبرتير " قائد الروم باستمرار، أن نذكر كلمة عن هذا القائد النصراني.

إن الإبرتير أو الربرتير (٢) حسبما تسميه الرواية العربية، هو بالإفرنجية El Reverter أو Roberto، هو في الأصل سيد (فيكونت) من أشراف برشلونة، حدث بينه وبين أميرها برنجار رامون نزاع، فنزعه ألقابه وأمواله، فغادر برشلونة، وعبر البحر إلى المغرب، والتحق بخدمة الأمير علي بن يوسف.

ونحن نعرف أن علي بن يوسف، كان يضم إلى حرسه الخاص، فرقة كبيرة من المرتزقة النصارى، وقد كانت هذه الفرقة الأجنبية تشترك إلى جانب الحشم، أو جند الحرس الخاص، في كثير من المعارك، وتبدي في القتال براعة وبسالة، وتعرف الرواية العربية هذه الفرقة " بالجند الروم "، وتذكر أعمالها في مواطن كثيرة. فلما وفد الربرتير، أو الكونت روبرتو، على بلاط مراكش، عهد إليه علي بن يوسف بقيادة حرسه من النصارى، لما آنسه من براعته وشجاعته. ويقول ابن صاحب الصلاة في وصف الربرتير " أنه كان من أكبر الطغاة بالأندلس نجدة وظهوراً متصلة " (٣). وظهر الربرتير في الواقع في معظم المعارك التي اضطرمت بين المرابطين والموحدين. وترك الربرتير عند مقتله ولدين، اعتنق أحدهما الإسلام، وتسمى باسم على الربرتير، واشتهر فيما بعد بمشاركته في حوادث ميورقة والجزائر الشرقية حسبما نذكر في موضعه.

ويبدو مما يذكره لنا البيذق، وابن عذارى أيضاً، أن الربرتير، هو الذي كان يقود الجيوش المرابطية في المعارك التي وقعت بين المرابطين والموحدين في أراضي كَدْميوَه والسوس، في ذلك العام أو في العام التالي، وتفصيل ذلك، هو أن الربرتير، التقى بقواته مع الموحدين بقيادة عبد المؤمن أولا في مكان يسمى


(١) أخبار المهدي ابن تومرت ص ٨٦. والبيان المغرب في الأوراق المخطوطة (هسبيرس ص ١٠٥).
(٢) ويسميه ابن الأبار " الربرتير "، ويقول إنه كان علماً لبني تاشفين من كبار قوادهم، وأبطال رجالهم كانت له في الحروب مقاوم شهيرة (الحلة السيراء ص ١٩٧ و ١٩٨).
(٣) ابن عذارى في القسم الثالث البيان المغرب (نسخة تامجروت) ص ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>