للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمسيميصي، وهو يقع في أراضي كدميوه، شمال تينملّل، ولم تقع بين الفريقين موقعة حاسمة، فارتد كل منهما إلى أراضيه. ثم عاد الربرتير فخرج في قوات لمتونة، وخرج عبد المؤمن للقائه، فالتقيا بموضع يسمى آجظرورر، فهُزم المرابطون، وقتل منهم عدد جم، وارتد الربرتير في فلوله جريحاً إلى مراكش، وعاد الموحدون إلى تينملل. ويضع البيذق وكذلك ابن عذارى تاريخ هذه الموقعة في سنة ٥٣٥ هـ (١).

وخرج عبد المؤمن بعد ذلك في قواته إلى أرض السوس، وهاجم حصن تنلين، وكان يدافع عنه حاكمه المرابطي يرجين بن ويدّرن، فبدأ الموحدون بحصاره، ولكن قدمت القوات المرابطية عندئذ بقيادة الربرتير، فغادر الموحدون الحصن، ودخلوا أرض السوس، واستولوا تباعاً على إيرمناد ميمون، وتاسلولت ثم على تارودَنت قاعدة السوس الأدنى، ثم على حصن تيونوين. وهزم اللمتونيين في كل المواقع التي نشبت، واستولى الموحدون خلال ذلك على كثير من الغنائم، وسبوا النساء، وعادوا بالغنائم والأسرى إلى تينملّل. وكان من الحوادث التي وقعت في تلك الغزوة، وفقاً لرواية صاحب الحلل الموشية أن الفلاّكي الأندلسي انضم بمن معه إلى الموحدين (٢)، وقد سبق أن ذكرنا أن هذا الانضمام قد وقع في تاريخ سابق، قبل ذلك بعد أعوام. وفي نفس الوقت هاجم الربرتير محلة تيغيغايين الموحدية، وسبى نسائها، وفي جملتهن زوجة يعزّي بن مخلوف, وأخذهن معه إلى مراكش، ولما عاد عبد المؤمن بالسبايا إلى تينملل، خاطبته تماجونت ابنة الوزير ينتان بن عمر، وكانت بين الأسرى، وذكرته بما قام به والدها ينتان من الشفاعة في المهدي، وقت أن كان بمراكش، وحرض الفقهاء عليّ بن يوسف على التنكيل به، وناشدته أن يسرحها هي وسائر النساء اللائي معها، فاستجاب عبد المؤمن إلى ضراعتها، وأطلق النساء، وبعثهن إلى مراكش معززات مكرمات، فبادر علي بن يوسف من جانبه، بإطلاق سراح نساء تيغيغايين، وفي مقدمتهن زوجة يعزّي بن مخلوف، وأرسلهن كذلك في أمن وكرامة إلى تينملل. وكان هذا عمل فروسية مشكورة من الجانبين (٣).


(١) كتاب أخبار المهدي ابن تومرت ص ٨٧، وابن عذارى في الأوراق المخطوطة (هسبيرس ص ١٠٥).
(٢) الحلل الموشية ص ٨٣.
(٣) راجع كتاب المهدي ابن تومرت ص ٨٧ و ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>