للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعقوب المنصور، ثم ولده الناصر، وذلك في سنة ٦٠٠ هـ (١٢٠٣ م) (١).

ولم يمكث عبد المؤمن في فاس سوى أربعة أيام قام فيها بتنظيم شئون المدينة المفتوحة، ثم غادرها في جموع الموحدين إلى مكناسة، وهنالك عهد بمتابعة حصارها لقائده أبى زكريا بن يومور. ثم غادرها إلى سلا. وضيق الموحدون على مكناسة، وبنوا حولها سوراً، وحفروا أمامه خندقاً، وتركوا فيهما ثغرات لمهاجمة المدينة، ومقاتلة المدافعين عنها، فلم تلبث أن سقطت في أيديهم. وعين عبد المؤمن ابن يومور والياً لها. ويبدو من رواية البيذق أن عبد المؤمن حضر سقوط مكناسة. ثم يقول لنا إنه غادرها إلى تادلا، وهنالك ميز جنوده، وانضمت إليه هسكورة وصنهاجة، ثم سار في قواته إلى وادي أم الربيع، واخترقه شرقاً حتى ثغر أزمّور، وهنالك حملت إليه صنهاجة المؤن، واستدعى أشياخ دُكّالة جيرانهم في الجنوب، فوفدوا عليهم وأعلنوا خضوعهم الأول. ثم هبط بعد ذلك إلى مراكش (٢).

هكذا يصف لنا البيذق مسير عبد المؤمن إلى مراكش. ولكن سائر الروايات الأخرى تجمع على أن عبد المؤمن، حينما غادر مكناسة، سار منها أولا إلى سلا، وافتتحها بعد مقاومة قصيرة، وذلك في اليوم السابع من شهر ذي الحجة سنة ٥٤٠ هـ.

واستولى كذلك على قصبة الرِّباط التي كان قد بناها الأمير تاشفين، وعين والياً لسلا عبد الواحد الشرقي، وبعد أن مكث بها أربعة أيام غادرها إلى مراكش (٣).

وكان عبد المؤمن حين وجوده تحت أسوار فاس (سنة ٥٤٠ هـ)، قد وفد عليه قائد الأسطول الأندلسي المرابطي على بن عيسى بن ميمون، وقدم طاعته، ثم عاد إلى الأندلس، وأقام الخطبة للموحدين بجامع قادس، وهي مركز قيادة الأسطول في تلك المنطقة. ثم وفدت على عبد المؤمن خلال مسيره إلى سلا، رسل أهل سبتة يحملون إليه بيعتهم. فتقبلها منهم، وندب للولاية على سبتة يوسف بن مخلوف التينمللي من مشيخة هنتانه (٤).


(١) روض القرطاس ص ١٣٣.
(٢) أخبار المهدي ابن تومرت ص ١٠٢.
(٣) الحلل الموشية ص ١٠٢، والبيان المغرب القسم الثالث ص ٢٠، وابن خلدون ج ٢ ص ٢٣.
(٤) البيان المغرب القسم الثالث ص ٢١، وابن خلدون ج ٦ ص ٢٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>