للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الطاعة، وبعثوا إلى يحيى بن أبى بكر الصحراوي، فوفد عليهم مع زعيم آخر من خصوم الموحدين يدعى الحاج بن مركونة، وارتدت كذلك قبيلة لمطة وتزعم ثورتها محمد بن آمرجال، ثم ارتدت قبيلة إيت ييغز، وساروا إلى تازاجورت واقتحموها، وقتلوا حاكمها الموحدي، وامازير بن حواء الهنتاني، فاهتم عبد المؤمن لهذه الحوادث، وسير الشيخ أبا حفص في حملة قوية لإخماد الثورة، فخرج إلى السوس، وقاتل بني ييغز، ففروا إلى حيث كان الصحراوي، ثم سار إلى سيروان، حيث هزم بني واوزجيت، وقسمهم إلى قسمين: قسم ضمه إلى أهل تينملل وقسم ضمه إلى هنتانة، ثم عاد إلى مراكش حيث أمر الخليفة بحشد قوات جديدة، وخرجت هذه القوات بقيادة أبى حفص، وأربعة آخرين من أكابر القادة الموحدين، هم وسنار، وعبد الله بن أبى بكر بن ونكي، وعبد الله بن فاطمة، وعمر بن ميمون، وسارت كل قوة منها إلى منطقة من المناطق الثائرة، وهوجمت قبائل لمطة، وهشتوكة، وتاسريرت وآهوكار وغيرها من القبائل الثائرة، وهزمت جميعاً، وأذعن بعضها إلى التوحيد، وأخذت غنائمها وسبيها إلى مراكش، وبلغ نصيب الخليفة من تلك الغنائم، ثمانمائة ناقة (١)، ووقعت هذه الحوادث، فيما يرجح في أوائل سنة ٥٤٩ هـ (سنة ١١٥٤ م).

ولما تم إخضاع القبائل الثائرة والمرتدة على هذا النحو، غادر عبد المؤمن مراكش إلى تينملّل، وهناك زار قبر المهدي، وفرق في أهلها أموالا كثيرة وأمر ببناء مسجدها، وتوسيع خططها (٢).


(١) أخبار المهدي ابن تومرت ص ١١٧.
(٢) روض القرطاس ص ١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>