للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للموحدين. وهو الذي عاون ابن قسي على العبور إلى المغرب، ودفعه إلى مقابلة عبد المؤمن بنفسه، ليناشده الجواز إلى الأندلس. ثم كان بعد ذلك ممن ثاروا على الموحدين، وخلعوا طاعتهم من زعماء الغرب، وذلك حينما ارتد ابن قسي عن الطاعة، وتبعه زعماء لبلة وبطليوس وطبيرة وغيرهم، إلى أن عبرت عساكر الموحدين بعد ذلك بقليل بقيادة يوسف بن سليمان، وأخضعت أولئك الزعماء الثائرين بمختلف قواعد الغرب.

والثاني هو محمد بن علي الحجام الثائر ببطليوس، وقد ذكره ابن الخطيب في ثبت زعماء الثورة ضد المرابطين، ولكنه لم يقدم لنا عنه أي تفصيل آخر (١).

وذكره ابن خلدون ضمن الزعماء الذين خلعوا طاعة الموحدين، ثم ذكر لنا بعد ذلك أنه حينما عبر يوسف بن سليمان بعساكر الموحدين، وسار إلى مقاتلة ثوار الغرب، عاد ابن الحجام (ويسميه هنا محرفاً ابن الحاج) إلى الطاعة، وبعث إلى عبد المؤمن بهدية كان لها وقع حسن (٢). ونحن نعرف مما تقدم أن بطليوس كانت من القواعد التي بسط ابن وزير عليها سلطانه، وندب خاله عبد الله بن الصميل والياً عليها (٣). ولم تذكر لنا الرواية بعد ذلك، متى ولا في أي ظروف، آلت بطليوس إلى محمد بن الحجام.


(١) أعمال الأعلام ص ٢٤٨.
(٢) ابن خلدون ج ٦ ص ٢٣٤ و ٢٣٥.
(٣) الحلة السيراء ص ٢٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>