للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت عمالات المغرب أو ولاياته، وهي نحو ثمانية، مراكش ويتبعها أغمات وبلاد السوس وسائر بلاد المصامدة، وفاس، وسجلماسة ودرعة، ومكناسة، وبلاد فازاز، وتلمسان، وطنجة، وسبتة، تخصص، لأبناء الأمير وقرابته. وقد بدأ يوسف بن تاشفين في ذلك بتقسيم عمالات المغرب على " بنيه وأمراء قومه وذويه " (١). أما الأندلس فكانت تنقسم في عهد الدولة المرابطية، إلى خمس ولايات، هي إشبيلية وغرناطة وقرطبة وبلنسية ومرسية. وكانت سرقسطة قبل سقوطها في أيدي النصارى في سنة ٥١٢ هـ (١١١٨ م) تعتبر ولاية سادسة. واتخذ المرابطون في البداية قرطبة مركزاً لحكومتهم بالأندلس، وفيها أصدر يوسف بن تاشفين عهده بولاية عهده لولده علي. ولما تولى علي الملك، أمر بنقل قاعدة الحكم إلى غرناطة، فلبثت كذلك حتى سنة ٥٢٦ هـ، وفي هذا العام عين أمير المسلمين علي بن يوسف، ولده الأمير تاشفين والياً لقرطبة، وأمره أن يجعل منها " داره وسكناه ومقر مثواه ". وهكذا غدت قرطبة مركز الحكم المرابطي مرة أخرى، واستمرت كذلك حتى سنة ٥٣٩ هـ (١١٤٤ م)، وهي السنة التي اضطرمت فيها قواعد الأندلس، ومنها قرطبة، بالثورة على المرابطين، وكان والى الأندلس يومئذ الأمير أبو زكريا يحيى بن غانية، آخر ولاتها المرابطين.

وكانت مناصب الولاية المحلية بالأندلس، وقفاً على الأمراء والقادة المرابطين ولاسيما ذوى القربى منهم، وقد ذكرنا فيما تقدم أسماء عدد عديد من هؤلاء الأمراء والقادة، الذين تولوا حكم القواعد الأندلسية، منذ الأعوام الأخيرة من حكم يوسف بن تاشفين، حتى نهاية العهد المرابطي، وكان في مقدمة هؤلاء بعض أقطاب القادة المرابطين الأوائل، مثل الأمير سير بن أبى بكر اللمتوني فاتح إشبيلية ثم واليها، ومحمد بن الحاج والي بلنسية، ثم سرقسطة، ومن بعده يحيى بن غانية، والأمير أبو محمد مزدلي والي قرطبة وهو من أبناء عمومة يوسف، وولداه محمد وعبد الله، والامير محمد بن عائشة ولد يوسف، ومحمد بن فاطمة والي إشبيلية، وعبد الله بن تينغمر والي قرطبة، وهو ابن أخت علي بن يوسف، والأمير إبراهيم والى إشبيلية، وهو أخو علي بن يوسف، وأبو بكر بن علي بن يوسف، وقد ولي أيضاً إشبيلية وغيرهم. أما مناصب


(١) روض القرطاس ص ٩١، وابن خلدون ج ٦ ص ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>