للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم أبو بكر محمد بن يوسف بن قاسم الشِّلبي، وهو أديب ومؤرخ من أهل الغرب، ومن مدينة شلب، وكان تلميذاً للكاتب أبى وبكر بن القصيرة. ألف كتاباً في تاريخ المعتمد بن عباد لم يصل إلينا. وتوفي أوائل القرن السادس الهجري (١).

ومن الرواة وعلماء الأخبار الذين ظهروا في العصر المرابطي، محمد بن عبد الله ابن سيّداله التجيبي من أهل شاطبة، روى عن جمهرة من أعلام عصره. وكان عارفاً بالأخبار، حافظاً لأسماء الرواة. وقد ألف مجموعاً في رجال الأندلس، وصل به كتاب الصلة لابن بشكوال، وتوفي في سنة ٥٥٨ هـ.

ونذكر أخيراً علماً من أعلام المؤرخين وأصحاب الأخبار المحققين، في العصر المرابطي، هو العلامة المؤرخ أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال القرطبي، ولد بقرطبة سنة ٤٩٤ هـ، ودرس بها على أشهر أساتذة العصر، وكان حافظاً، شغوفاً بالأخبار والسير، ولاسيما أخبار الأندلس، محققاً واسع الرواية، حجة في تحقيقها، كتب عدة مؤلفات، أشهرها كتابه " الصلة " الذي جعله تتمة لكتاب ابن الفرضي في " تاريخ العلماء والرواة بالأندلس "، والذي يضم أكثر من ألف وخمسمائة ترجمة لعلماء الأندلس ورواتها، ولاسيما علماء قرطبة، وقد فرغ من تأليفه بقرطبة في سنة ٥٣٤ هـ، وجاء ابن الأبار بعده، فوضع له ذيلا سماه التكملة في مجلدين كبيرين. ثم جاء أبو جعفر بن الزبير فوضع له ذيلا آخر سماه " صلة الصلة ". ويعتبر كتاب " الصلة " إلى يومنا من أنفس وأوثق مصادر التاريخ الأندلسي. وكتب ابن بشكوال غير " الصلة " عدة مؤلفات أخرى، منها " كتاب الغوامض والمبهمات " وكتاب " الفوائد المنتخبة والحكايات المستغربة " " وكتاب المحاسن والفضائل " " وكتاب المستغيثين بالله تعالى عن المهمات والحاجات "، وغير ذلك من مصنفات بلغت نحو الخمسين مؤلفاً. وتوفي ابن بشكوال بقرطبة بعد حياة علمية حافلة، في رمضان سنة ٥٧٨ هـ (أواخر سنة ١١٨٢ م) (٢).

- ٤ -

ولقد تحدثنا فيما تقدم عن علماء وأدباء لم يكن الشعر خاصتهم الأولى، وإن كانوا


(١) راجع ترجمته في P. Boigues: ibid ; No. ١٨٧
(٢) راجع ترجمة ابن بشكوال في التكملة لابن الأبار (القاهرة) رقم ٨٣١، وفي وفيات الأعيان ج ١ ص ٢١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>