أخلاق كان موصوفاً بها، وحدة شقى بسببها ". وتوفي ابن قزمان بقرطبة في رمضان سنة ٥٥٥ هـ (١١٦٠ م).
وقد اشتهرت أزجال ابن قزمان في الأندلس والمغرب، وجمعت في ديوان خاص متداول، وترجم الكثير منها فيما بعد إلى القشتالية، وكان لها أثر عميق في صوغ الأناشيد الشعبية القشتالية، ثم الأناشيد البروفنسية. وقد أبدى البحث الحديث، أن كثيراً من الأغاني الشعبية في إسبانيا وغيرها من الأمم النصرانية المجاورة، اشتق من أزجال ابن قزمان.
ونحن نكتفي بأن نورد هذين النموذجين من أزجال ابن قزمان:
قدر الله وساق الخناس
إلى وادي على عيون الناس
ولعبنا طول النهار بالكاس
وجاء الليل وامتد مثل القتيل
وقوله يصف عريشاً أمامه تمثال أسد من رخام يصب الماء من فمه على صفائح مدرجة من الحجر:
وعريش قد قام على دكان ... بحال رواق
وأسد قد ابتلع ثعبان ... في غلظ ساق
وفتح فمه بحال إنسان ... فيه الفواق
وانطلق يجري على الصفاح ... ولقى الصباح (١).
(١) راجع في ترجمة ابن قزمان: قلائد العقيان ص ١٨٧، والإحاطة في مخطوط الإسكوريال السالف الذكر لوحة ٥٩ - ٦١. وقد أورد لنا ابن الخطيب كثيراً من أزجاله ورسائله النثرية.
وكذلك ابن خلدون في المقدمة ص ٥٢٤.