للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الديوان الذي سماه " ضوء السقط ". ومنها كتاب " الإقتضاب في شرح أدب الكتاب " وكتاب في الحروف الخمسة " السين والصاد والضاد والطاء والدال "، وكتاب ". الحلل في شرح أبيات الجمل " و " الحلل في أغاليط الجمل "، وكتاب " شرح الموطأ ". وله أيضاً " كتاب التنبيه على الأسباب الموجبة لاختلاف الأمة ".

وكان ابن السيد فوق ذلك شاعراً مقتدراً، وله نظم حسن، فمن ذلك قوله:

أخو العلم حي خالد بعد موته ... وأوصاله تحت التراب رميم

ذو الجهل ميت وهو ماش على الثرى ... يُظن من الأحياء وهو عديم

وله من قصيدة يمدح فيها المستعين بن هود:

سقى عهدهم بالخيف عهد غمائم ... ينازعها مزن من الدمع هتان

أأحبابنا هل ذلك العهد راجع ... وهل لي عنكم آخر الدهر سلوان

ولي مقلة عبرى وبين جوانحي ... فؤاد إلى لقياكم الدهر حنان

تنكرت الدنيا لنا بعد بعدكم ... وحلت بنا من معضل الخطب ألوان

وحلنا سوام الحمد عنها لغيرها ... فلا ماؤها صدا ولا النبت سعدان

إلى ملك حاباه بالحسن يوسف ... وشاء له البيت الرفيع سليمان

من النفر الشم الذين أكفهم ... غيوث ولكن الخواطر نيران

وتوفي ابن السيد بمدينة بلنسية في منتصف رجب سنة ٥٢١ هـ (يونيه ١١٢٧ م) (١).

وكان من أعلام اللغويين أيضاً يونس بن محمد بن مغيث. وقد ولد بقرطبة سنة ٤٤٧ هـ، ودرس بها وبرع في علوم اللغة، وكذلك في الرواية وعلم الأنساب، وفي الأدب، وكان من أساتذة ابن بشكوال حسبما يحدثنا في " الصلة ".

وتوفي بقرطبة سنة ٥٣٢ هـ (١١٣٧ م) (٢).

ومنهم أحمد بن عبد الجليل بن عبد الله، ويعرف بالتدميري لأن أصله من كورة تدمير، ونشأ بألمرية، وبرع في الآداب العربية واللغات، وكان له حظ من قرض الشعر، وسكن بجاية وقتاً في ظل بني حماد. وله عدة مؤلفات قيمة منها كتاب التوطئة في العربية، وشرح على كتاب الفصيح لثعلب، وشرح


(١) راجع ترجمة البطليوسي في وفيات الأعيان (ج ١ ص ٢٣٢ و ٢٣٣)، وفي الصلة لابن بشكوال الترجمة رقم ٦٤٣.
(٢) ترجمته في الصلة رقم ١٥٥٨، وكذلك في Pons Boigues: ibid ; No ١٦١

<<  <  ج: ص:  >  >>