للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكثرت الأهواء والدسائس، وحاول بعض أشراف جلِّيقية الثوار أن يختطفوا الملك الطفل من مقامه في قلعة " سانتا ماريا "، حيث كانت الكونتة دي ترافا تسهر على حمايته. ولكن الكونتة دافعت عنه ببسالة، وعاونها في ذلك ديجو خلمريث أسقف شانت ياقب، وفشلت المحاولة. وفي تلك الأثناء نجحت أوراكا في الفرار من معتقلها بقلعة كاستلار، فالتف حولها معظم أشراف قشتالة، وقد ساءهم عنف ملك أراجون وتحديه. وأطلقت أوراكا العنان لأهوائها، وحبت باصطفائها اثنين من الأشراف هما جومث جونثالث. وبيدرو جونثالث دي لارا، وكان كلاهما من عشاقها، وكلاهما يؤمل الوصول إلى العرش متى تم طلاقها.

وكان ملك أراجون يضطرم سخطاً لعذا الاصطفاء المريب، ويبث عيونه على الملكة الخئون في كل خطواتها. وهكذا أضحى من المتعذر التوفيق بين زوجين يمقت كل منهما صاحبه، ولم يلبث أن تحول النزاع المستمر بينهما إلى حرب علنية.

وكان هنري أمير البرتغال، يؤازر ملك أراجون في هذا النزاع، تحقيقاً لأطماعه. وكان ألفونسو قد استولى خلال ذلك على طليطلة، وحاكمها يومئذ ألبار هانيس. وهكذا دوت صيحة الحرب الأهلية، وتحركت قوات ليون وقشتالة، لمؤازرة أوراكا، وتحركت قوات أراجون والبرتغال، والتقى الفريقان في " كامبودى سبينا " بالقرب من سيبولفيدا من أعمال ولاية شقوبية. وكان يقود قوات قشتالة الكونت بيدرو دي لارا، ولكنه ما لبث إزاء عنف هجوم الأرجونيين أن تخلى عن المعركة، وفر إلى برغش، وخلفه في القيادة زميله الكونت جومث. وأسفرت المعركة في النهاية عن فوز قوات أراجون، وكان الكونت وكثير من أشراف قشتالة بين القتلى (نوفمبر سنة ١١١١ م).

وعلى أثر ذلك اخترق الجيش الأرجوني قشتالة، وهو يعيث في أراضيها نهباً وتخريباً، وعُزل الأساقفة من أنصار الملكة، واعتدى الجند على الكنائس.

وعندئذ خشي أشراف جليقية العاقبة، فانضموا إلى الملكة، وأعلنوا الأمير الطفل ألفونسو ريمونديس ملكاً على جليقية، وقرروا أن ينقلوه لدى أمه في قشتالة، صحبة وصيه الكونت دي ترافا والأسقف خلمريث، ومعهم فرقة قوية من الجند.

وعلم ملك أراجون بذلك، فخرج لصدهم، ونشبت بين الفريقين على مقربة من أسترقة معركة حامية، وكل يحاول أن ينتزع الملك الطفل. وهزم الجلالقة، ولكن الأسقف خلمريث استطاع خلال المعركة أن يحمل الطفل وأن يفر به ناجياً

<<  <  ج: ص:  >  >>