للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثانيها حزب قشتالة الذي ينضوي تحت لواء الملكة أوراكا، ويؤازره رجال الدين في قشتالة وليون وجليقية ومن ورائهم الشعب، وثالثها حزب الأشراف، وهو يعارض حكم الملكة وحكم ملك أراجون، ويعقد آماله على الملك الطفل ألفونسو ريمونديس ملك جليقية، ويؤازره معظم الفرسان في سائر أنحاء المملكة.

وكان من الواضح أن الخلاف بين الملكة وزوجها قد وصل إلى حدود لم تعد تنجح معها أية محاولة للتوفيق، وقد بذلت مثل هذه المحاولة بالفعل على يد كبراء قشتالة، وعقد صلح اتفق فيه على توزيع البلاد والحصون على الملكين. ولكن ألفونسو ما لبث أن استولى على كثير من الحصون التي أعطيت للملكة. وعندئذ غضب القشتاليون لذلك، وأعلنوا أن أورّاكا هي ملكة قشتالة الشرعية. ونهضت الملكة، وسارت في قواتها وقوات جليقية لمحاربة ألفونسو. وبعث ألفونسو سفراءه في طلب الصلح من جديد. ومال الأشراف إلى ذلك حقناً للدماء.

ولكن الأسقف ديجو خلمريث، عارض في عقد الصلح أشد معارضة، وأعلن بطلان الزواج المعقود بين الملك والملكة، وخصوصاً بعد أن أعلن البابا أنه " عشرة محارم " وذلك بسبب القرابة الشديدة بين الزوجين. ولم تمض أشهر قلائل حتى أعلن رسول البابا في مجلس عقد في بالنسيا بطلان الزواج بصفة رسمية، واغتبطت الملكة لذلك القرار. ولكن ملك أراجون أعلن بطلان القرار البابوي، ثم قرنه بإعلان الحرب على قشتالة، والاستيلاء على ولاية ريوخا.

وفي خلال ذلك، كانت الفتن والقلاقل تتعاقب، أحياناً في صف أورركا، وأحياناً ضدها. وكانت أورّاكا ماضية في مسلكها المشين لا تني على شىء، وقد فاق استهتارها كل حد، وتركت لخليلها الكونت بيدرو دي لارا كل الشئون، وأضحت علائقها الغرامية فضيحة عامة، يجري ذكرها على كل لسان. وكان الأسقف ديجو من جهة أخرى يعمل بكل ما وسع لتوطيد مركز ألفونسو ريمونديس في جليقية، وذلك بالتعاون مع الكونت دي ترافا مؤدب الملك وزملائه الثوار من أشراف جليقية. فثارت الملكة لمسلكه، وسارت في بعض قواتها إلى شنت ياقب التي غدت عندئذ مركزاً لهذه المحاولات، فاضطر الأسقف إلى إعلان توبته وطاعته. ولكن حدث عندئذ، أن سار الكونت دي ترافا، وتريسا ملكة البرتغال في قواتهما إلى شنت ياقب، وحاصرا الملكة أوراكا. وكانت تريسا، قد كسبت بانضمامها إلى الثوار، دفع حدودها الى أراضي مدينتي

<<  <  ج: ص:  >  >>