للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك بصفة رسمية في مجلس ديني عقد برياسة المطران أولاجير، وأعطى الفرسان حصن بربيره، في جبال براديس المشرفة على لاردة وطرطوشة (سنة ١١٣٣ م).

وسنعود فيما بعد إلى التحدث عن قيام هذه الجماعات الحربية الدينية في إسبانيا.

وفي العام التالي، أي في سنة ١١٣٤ م (٥٢٨ هـ) نشبت موقعة إفراغة بين المرابطين وألفونسو المحارب، تحت أسوار إفراغة، وشاء القدر أن يسحق فيها النصارى، وأن يموت المحارب بعد وقوعها بأيام قلائل، وترتب على ذلك ما سبق أن فصلناه من انقسام مملكة أراجون الكبرى، عقب ارتقاء الراهب راميرو عرش أراجون، وعودة نافارا، إلى استقلالها القديم، ثم ما حدث بعد ذلك من زواج برنجير الرابع أمير قطلونية من الأميرة الطفلة بترونيلا إبنة راميرو، وانضمام مملكة أراجون إلى قطلونية، بعد أن تنازل عن عرشها راميرو، وارتد إلى عزلة الدير، وقيام مملكة قطلونية وأراجون المتحدة بموافقة ملك قشتالة وتأييدها وما كان يحدو ذلك المشروع من عوامل الانسجام والنجاح، وذلك كله في سنة ١١٣٧ م.

٣ - غزوات القيصر ألفونسو ريمونديس وحروبه

أخذت مملكة قشتالة في عهد ملكها الفتى ألفونسو ريمونديس أو ألفونسو السابع، تجوز عهداً من القوة والسلطان، كذلك الذي عرفته في عهد جده ألفونسو السادس. وكان ملك قشتالة، مذ صفا له الجو، ووضع على رأسه تاج الإمبراطور، يتطلع إلى إخماد كل نزعة إلى الخروج على سلطانه، وكان هذا موقف نافارا والبرتغال، حيث كانت كلتاهما تحرص على استقلالها، وتعرض عن كل اعتراف بسلطانه. وكانت البرتغال بالأخص، وهي المملكة التي نشأت إمارة متواضعة، في ظل قشتالة، وتحت حمايتها، ثم أخذت بمساعي خالته تريسا، في تحدي قشتالة، والإغارة على أراضيها، وتوسيع رقعتها شيئاً فشيئاً. وكان ألفونسو هنريكيز ملك البرتغال وهو ابن تريسا، كأمه في تحدي سلطان قشتالة، وفي الحرص على استقلال مملكته. وكان مما يشغل ألفونسو ريمونديس، اتصال ملك البرتغال بالثوار الجلالقة، واعتداؤه بمعاونتهم على بعض أراضي جلِّيقية.

وقد وقع بالفعل حادث من هذا النوع في أوائل سنة ١١٣٧ م، حينما ثار اثنان من أشراف جليقية، هما جومث نونيو، وردريجو بيريث فيوزو، وكانا يحكمان " توي " فسلماها إلى ملك البرتغال، وتمكن ملك البرتغال فضلا عن ذلك من

<<  <  ج: ص:  >  >>