السيطرة على مناطق جليقية الجنوبية، فعندئذ تأهب ألفونسو ريمونديس لغزو البرتغال ووضع حد لعدوان ملكها، ولكن حدث نفس الوقت الذي تمت فيه أهبة الغزو، واجتمع القادة والزعماء ومنهم المطران خلمريث حول ملك قشتالة، أن وقعت مفاوضات سريعة بين الملكين، انتهت فجأة بعقد الصلح بينهما، وتعهد ألفونسو هنريكيز في هذا الصلح أن يكون صديقاً مخلصاً للقيصر، وأن يحترم أراضي الإمبراطورية، وأن يعاون القيصر في غزواته سواء ضد المسلمين أو النصارى، وأبرم هذا الاتفاق في مدينة توي في يوليه سنة ١١٣٧ م، وكان واضحاً من نصوصه أن البرتغال أضحت تحت حماية قشتالة. ويمكننا أن نفسر خضوع ملك البرتغال على هذا النحو الفجائي، بما كان يعانيه يومئذ من اشتداد ضغط المسلمين على أراضيه، وتوالي غزواتهم المخربة فيها. بيد أن ألفونسو هنريكيز لم يكن ينظر إلى ذلك الصلح، إلا على اعتبار أنه ضرورة مؤقتة، أملتها الظروف القاهرة، وأنه سوف ينقضه عاجلا أو آجلا.
وعندئذ اتجه ألفونسو ريمونديس إلى غزو الأندلس، فسار في قواته إلى منطقة جيان وبياسة وأبّدة وأندوجر، وهو يعيث فيها تخريباً وقتلا وسبياً ونهباً ولم يلق النصارى من المرابطين مقاومة شديدة في البداية، ولكن حدث أن فرقة من النصارى عبرت نهر الوادي الكبير لتتابع النهب والسبي، ولكنها لم تستطع العود إلى اقتحام النهر لهطل الأمطار الغزيرة، وفيضان الماء، ففتك بها الجند المرابطون وأبادوها جميعاً أمام أعين الإمبراطور وجنده (سنة ١١٣٨ م)، فارتد القيصر إلى طليطلة وهو يضطرم سخطاً. وحاول بعد ذلك بقليل أن ينتقم لهذا الحادث بمحاصرة قورية، فدافع عنها المسلمون أشد دفاع، وكان فشلا آخر حز في نفس الإمبراطور (١).
وفي العام التالي، خرج ألفونسو لغزو حصن أورليا أو أوريخا Oreja وهو الذي تسميه الرواية العربية بحصن " أرنبة " على مقربة من طليطلة، وكان أمنع الحصون الإسلامية في منطقة الحدود، فهرعت القوات المرابطية من قرطبة ومن مرسية وإشبيلية لإنجاده بقيادة الأمير يحيى بن غانية، وكان ألفونسو ريمونديس يرابط بقواته إزاء الحصن المحصور، في انتظار القوات الإسلامية، وكانت زوجه الملكة برنجيلا تشرف في غيابه على الحامية الموكلة بالدفاع عن طليطلة.