البرتغال. كل ذلك بالرغم مما كان يربط هذين الملكين من وشائج المصاهرة الوثيقة، إذ كان ملك ليون متزوجاً من ابنة خصيمه ملك البرتغال. وكان ألفونسو هنريكيز قد بعث ولده سانشو في جيش ليهاجم مدينة ردريجو ويخربها، فبادر إليها فرناندو في قواته، ورد البرتغاليين عنها، وهزمهم هزيمة شنيعة، وأسر عدداً وافراً منهم، بيد أنه أطلق في الحال سراحهم سعياً إلى استرضاء ملك البرتغال، وتهدئة خصومته. ولكن الأمر كان بالعكس، فقد عول ألفونسو هنريكيز على الانتقام لتلك الهزيمة، وخرج في أواخر سنة ١١٦٧ م من شمال البرتغال في جيش قوي، وهاجم جليقية من أراضي مملكة ليون واستولى على مدينة توي، ثم على مدينتي لميا وترونيو وما حولها من الأراضي، ووضع فيها حاميات برتغالية قوية، وذلك بحجة أن هذه المدن والأراضي كانت من أملاك أمه الملكة تيريسا، تلقتها عن أبيها ألفونسو السادس مهراً لزواجها.
وفي العام التالي، سنة ١١٦٨ م، وضع ألفونسو هنريكيز خطته لمحاربة المسلمين، والبدء بغزو مدينة بطليوس، أهم وأقرب القواعد الإسلامية إليه. ونفذ خطته بالفعل بالتعاون مع جيرالدو سمبافور في أبريل سنة ١١٦٩ م. وكان فرناندو ملك ليون، يرقب مشاريع ملك البرتغال وحركاته بمنتهى العناية، ويحرص بالأخص على ألا تمتد فتوحه إلى تلك المنطقة التي كان ملوك قشتالة وليون يعتبرونها منطقة لنشاطهم وفتوحهم. وكان سانشو الثالث ملك قشتالة، قد عقد مع أخيه فرناندو على أثر موت أبيهما القيصر ألفونسو ريمونديس، معاهدة لتقسيم أراضي اسبانيا المسلمة، إلى منطقتي نفوذ، يختص كل منهما بواحدة منهما، فيختص ملك ليون بالغزو والفتح في المنطقة التي تمتد من لبلة حتى أشبونة ومنتانجش وماردة وبطليوس ويابرة وشلب وكذلك نصف مدينة إشبيلية، وسائر الحصون الواقعة في تلك المنطقة، ويختص ملك قشتالة بالغزو والفتح في سائر ما تبقى من أراضي إسبانيا المسلمة، ولاسيما المنطقة الواقعة فيما بين الوادي الكبير وغرناطة، ومن ثم فإنه لما سار ألفونسو هنريكيز إلى غزو بطليوس، اعتبر فرناندو هذه الحركة اعتداء على حقوقه ومنطقة نفوذه، وما كاد ملك البرتغال يدخل بطليوس، حتى كان فرناندو قد سار بقواته في أثره، يحاول رده عن القاعدة الإسلامية. فلما اقترب من بطليوس بعث رسوله خفية إلى واليها ابن تيمصلت المحصور بالقصبة، وإلى أهل المدينة من الأندلسيين، ينبئهم بمقدم