للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على إفريقية. اهتمام الخليفة يعقوب بذلك. تجهيزه لجيش موحدي. مسيره في قواته إلى رباط الفتح ثم إلى فاس. عنايته بالشئون خلال مسيره. مسيره إلى قسنطينة ثم إلى تونس. استعداد ابن غانية وحلفائه. الخليفة يرسل حملة لقتاله بقيادة السيد أبي يوسف. اللقاء بين الموحدين والميارقة وحلفائهم قرب قفصة. موقعة عمرة. هزيمة الموحدين ومصرع أكثرهم. الاستيلاء على محلتهم. فرار السيد أبي يوسف وفلوله. اهتمام الخليفة لتلك النكبة. خروجه في قواته من تونس. مسيره صوب القيروان. إنذاره لابن غانية. مسيره إلى الحمة قرب قابس. مقدم ابن غانية وحلفائه. مهاجمة الموحدين للعرب حلفاء ابن غانية. تخاذلهم وتبددهم. مهاجمة الموحدين للميارقة والترك. المعركة الدموية. هزيمة الميارقة. فرار ابن غانية وقراقوش إلى الصحراء. استيلاء المنصور على قابس وبلاد الجريد. محاصرته لقفصة وتسليمها بالأمان. القبض على قادة الغز وإعدامهم. توحيد قراقوش وابن زيان. عودة المنصور إلى تونس. مسيره إلى تلمسان ثم إلى مكناسة. تآمر أخيه الرشيد وعمه سليمان ضده. نكوصهما ومسيرهما لمقابلة الخليفة. القبض عليهما وإعدامهما. دخول الخليفة إلى الحضرة. اهتمامه بشئون الأندلس واستعداده للجهاد.

استعرضنا فيما تقدم مجمل الحوادث التي وقعت عقب نكبة شنترين ومصرع الخليفة أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن، وما تم من مراحل بيعة الخليفة أبي يوسف يعقوب ولد الخليفة الراحل، وعبوره من الأندلس إلى العدوة عائداً إلى حضرة مراكش.

وكان الخليفة الجديد في نحو الخامسة والعشرين من عمره، إذ كان مولده بمدينة قصر عبد الكريم أو القصر الكبير أواخر شهر ذي الحجة سنة ٥٥٤ هـ (يناير سنة ١١٦٠) أو في سنة ٥٥٥ هـ على قول آخر. وأمه أم ولد كان قد أهداها سيدراي بن وزير صاحب شلب لأبيه الخليفة أبي يعقوب (١). لقبه المنصور بفضل الله، أسبغته عليه انتصاراته المتوالية ولاسيما في معركة الأرك العظيمة.

وقد رأينا كيف تمت بيعته الخاصة عقب وفاة أبيه، بمحلة الجيش المنسحب، وهو في طريقه إلى إشبيلية، ثم تأيدت بعد ذلك بيعته العامة بإشبيلية، ولم تلق هذه البيعة يومئذ معارضة من أحد. ولكن صاحب المعجب، يقول لنا إنه كان له من إخوته وعمومته منافسون لا يرونه أهلا للإمارة لما كانوا يعرفون من سوء سيرته في صباه، وأنه لقى منهم شدة. بيد أنه لما نزل خلال عودته بسلا، استجاب لبيعته من كان قد تخلف من أعمامه بني عبد المؤمن، بعدما أغدق عليهم الأموال والإقطاعات الواسعة (٢).


(١) البيذق في أخبار المهدي ابن تومرت ص ١١٦، والبيان المغرب القسم الثالث ص ١٤، وروض القرطاس ص ١٤٣، وتاريخ الدولتين للزركشي ص ١٠.
(٢) المراكشي في المعجب ص ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>