للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتولى القضاء في عهد المنصور، أبو جعفر أحمد بن مضاء من أهل قرطبة، وكان يتولاه من قبل في عهد أبيه الخليفة أبي يعقوب، ولما توفي خلفه في القضاء أبو عبد الله محمد بن مروان من أهل وهران، ثم عُزل وتولى القضاء من بعده أبو القاسم أحمد بن محمد من ولد بقى بن مخلد فقيه الأندلس الأشهر، واستمر في منصبه حتى وفاة المنصور، ووقتاً من عهد ولده محمد الناصر (١).

وترك المنصور من الولد ستة عشر من الذكور، هم محمد ولى عهده والخليفة من بعده، وإبراهيم، وعبد الله، وعبد العزيز، وأبو بكر، وزكريا، وإدريس، وعيسى، وموسى، وصالح، وعثمان، ويونس، وسعد، ومساعد، والحسن، والحسين. وقد تولى الخلافة منهم غير محمد، اثنان آخران هما أبو محمد عبد الله العادل، وأبو العلاء إدريس المأمون. وترك المنصور كذلك عدة من البنات.

هذا، وأما عن شخص الخليفة يعقوب المنصور، فقد وصفته الرواية المعاصرة، بأنه كان شديد السمرة، طويل القامة، جميل المحيا، أعين، أفوه، أقنى الأنف، شديد الكحل، مستدير اللحية، ضخم الأعضاء، جهورى الصوت، جزل الألفاظ (٢).

تلك هي مآثر الخليفة الموحدي، الظافر في معركة الأرك العظيمة، وتلك هي صفاته وخلاله الوضاءة اللامعة.


(١) المعجب ص ١٤٩.
(٢) المعجب ص ١٤٧ و ١٤٨، وابن خلكان ج ٢ ص ٤٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>