استيلاؤه على شلب وطبيرة. عود النزاع بينه وبين رجال الدين والأشراف. بواعث هذا النزاع. أخواه ألفونسو وفرناندو وعمه بيدرو يؤيدون الثورة ضده. إصدار البابوية قراراً بعزله وتنصيب أخيه ألفونسو مكانه. فراره والتجاؤه إلى ملك قشتالة فرناندو الثالث. محاولة فرناندو معاونته وفشل هذه المحاولة. استيلاء ألفونسو على شنتمرية الغرب وقضاؤه على سلطان المسلمين
في أراضي البرتغال.
١ - مملكة أراجون
قامت مملكة أراجون الكبرى باتحاد أراجون وقطلونية في سنة ١١٣٧ م، على يد الكونت رامون برنجير الرابع أمير برشلونة، ولما توفي هذا الأمير في سنة ١١٦٢ م، خلفه على العرش ولده ألفونسو الثاني. وبقيام هذا الأمير على رياسة أراجون، يعود إليها ثبت الملوك الأقوياء الذي انقطع بوفاة ألفونسو المحارب في سنة ١١٣٤ م. وكانت علائق قشتالة وأراجون على أتم وفاق وصفاء منذ عهد القيصر ألفونسو ريمونديس، وهكذا استمرت العلائق بينهما في عهد ألفونسو الثاني، وزميله الفتى ألفونسو الثامن ملك قشتالة. وكانت تجمع بينهما بالأخص سياسة موحدة نحو فتوح الإسترداد La Reconquista في أراضي الأندلس، وذلك وفق برنامج مشترك تحددت معالمه فيما بعد بين الملكين بمعاهدة كاسولا (سنة ١١٧٩ م) التي سبقت الإشارة إليها.
وبدأ ألفونسو الثاني غزواته في الأراضي الإسلامية مبكراً، ففي سنة ١١٧٠ م سار جنوبا نحو بداية الوادي الأبيض Guadalaviar، قاصداً أن يخترق مملكة بلنسية، ولكن حال دون تقدمه من تلك الناحية، أن شنتمرية الشرق (١)، وما حولها من المواقع والحصون كانت يومئذ تحت حكم الفارس بيدرو دي أساجرا، وهو من أشراف نبرّة، وكان الأمير محمد بن سعد بن مردنيش قد أقطعه هذه المدينة المسلمة وحصونها، لمعاونات قدمها إليه، ولم يعترف هذا الفارس بطاعة أراجون ولا قشتالة، ولكنه أعلن نفسه حاكماً مستقلا باسم " صاحب شنتمرية الشرق "، واستطاع أن يحصل على موافقة مطران طليطلة، على أن ينشىء بها أسقفية خاصة.
وفي العام التالي (١١٧١ م) خرج ألفونسو الثاني في قواته إلى الوادي الأبيض
(١) وتسمى بالإسبانية Albaracin نسبة إلى بني رزين، الذين حكموها أيام الطوائف، ومن ثم فإنها تسمى كذلك شنتمرية ابن رزين