للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعرف بالحوفي. درس الفقه والحديث، وسمع من أبي بكر بن العربي وغيره، وتولى قضاء إشبيلية، وعنى بنوع خاص بعلم الفرائض، وألف فيه كتابا حسنا وتوفي في شعبان سنة ٥٨٨ هـ (١).

وأبو بكر بن خلف الأنصاري، من أهل قرطبة، ويعرف بالموافق، درس الحديث والفقه، ونزح إلى مدينة فاس، واشتهر بغزارة الحفظ، وتولى تدريس الفقه عصراً، واشتهر بمقدرته وتبحره، وعنى في الحديث بالتعليل والبحث عن الأسانيد والرجال، ولم يعن بالرواية، والتحق وقتا بخدمة الخليفة في مراكش، ونال جاهاً وثراءً، ثم ولى قضاء فاس، فلبث فيه حتى توفي في شوال سنة ٥٩٠ هـ (٢).

ومحمد بن ابراهيم بن خلف بن أحمد الأنصاري من أهل مالقة، وأصله من بلنسية، ويعرف بابن الفخار. كان إماما في الحديث، مقدما فيه، وفي المعرفة بسرد المتون والأسانيد، وتمييز الرجال. سمع من أبي بكر بن العربى، وأكثر عنه واختص به، وعن أبي مروان بن بونه، وأبي جعفر البطروجى، وشريح ابن محمد، وأبي طاهر السلفى. وكانت له فوق ذلك مشاركة في اللغة ومعرفة الشروط، وكان يتولى عقدها بباب قنتنالة، وكان يحفظ " صحيح مسلم "، وكان شديد الورع، جليل القدر، شديد التمسك بالعدل، مكرما لطلاب العلم. واستدعى في أواخر حياته من الخليفة يعقوب المنصور إلى مراكش ليسمع عليه بها، فقصد إليها، ولكنه توفي بها بعد قليل في شعبان سنة ٥٩٠ هـ، ومولده بمالقة سنة ٥١١ هـ (٣).

وعبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن ذي النون الحجري، من أهل ألمرية، وأصلهم القديم من طليطلة، ولهم فيما يبدو صلة رحم ببنى ذي النون سادة طليطلة أيام الطوائف. درس الحديث والفقه ثم رحل إلى قرطبة، ثم إلى إشبيلية، ودرس فيهما على أعلام عصره، ولاسيما أبي القاسم بن بقى، وابن مغيث، وأبي بكر بن العربى، وشريح بن محمد، واشتهر بتبحره وغزارة حفظه. وكان آية في الصلاح والورع والفضل والعدالة، وولي الخطبة والصلاة بجامع بلده ألمرية، ودعى إلى القضاء، فاعتذر. ولما غلب النصارى على ألمرية في سنة


(١) ترجمته في التكملة رقم ٢٢٧.
(٢) ترجمته في التكملة رقم ٥٩٦.
(٣) ترجمته في التكملة رقم ١٤٨٠

<<  <  ج: ص:  >  >>