للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحكامه، فصيحاً، حسن البيان. ومن مؤلفاته، كتاب " نتائج الأبكار، ومناهج النظار، في معانى الآثار "، ألفه بعد سنة ٥٨٠ هـ، حينما قام الخليفة المنصور بمطاردة أهل الرأي، وأمر بإحراق المدونة وغيرها، من كتبه، وكتاب " إقليد التقليد المؤدى إلى النظر السديد ". وله برنامج عدد فيه الأعلام من علماء أسرته. وقد حمل عليه وعلى أسلافه بعض علماء عصره، ودافع عنه ابن الأبار، في ترجمته بالتكملة، ونوه بفضل بعض الأعلام من سلفه، تأييداً لدفاعه، واستشهد كذلك بأقوال بعض شيوخه مثل أبي عمر بن عات، وأبي سليمان بن حوط الله، وأبي بكر ابن وضاح وغيرهم. وكانت وفاته بمرسية مصروفا عن القضاء، في اليوم الثلاثين من المحرم سنة ٥٩٩ هـ (١).

ومحمد بن علي بن مروان بن جبل الهمداني، من أهل وهران، وأصله أندلسي، ونشأ بتلمسان، ودرس بها، وولي قضاءها، ثم ولى قضاء الجماعة بمراكش في سنة ٥٨٥ هـ، بعد أبي جعفر بن مضاء، ثم نقل إلى قضاء إشبيلية عام ٥٩٢ هـ، ثم أعيد ثانية إلى قضاء مراكش بعد إقالة أبي القاسم بن بقى، وكان فقيهاً متمكناً، حميد السيرة، شديد الهيبة، عارفا بالأحكام، ميالا إلى العدل، وتوفي سنة ٦٠١ هـ. ويقول لنا صاحب التكملة إن أحداً لم يجلد طوال ولايته للقضاء، مما يدل على أن عقوبة الجلد، كانت مستعملة في هذا العصر، للمعاقبة على الذنوب التي يقضى فيها بالتعزير (٢).

ومحمد بن أبي خالد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن .. بن محمد بن أبي زمنين عدنان بن بشير بن كثير المرّى الإلبيرى، من أهل غرناطة، كان من ألمع فقهاء عصره، وأخذ عن أبي مروان بن قزمان، وأبي الحسن الزهرى، وأبي القاسم بن بشكوال، وغيرهم من أقطاب عصره. ولى قضاء غرناطة، ثم قضاء مالقة، وكان فوق براعته في الفقه، محدثاً متقناً، بارعاً في الرواية، عارفاً بتاريخ من نزل بالأندلس قديماً من العرب. وحدث عنه جماعة ممن تبوؤوا الطليعة فيما بعد، ومنهم أبو سليمان بن حوط الله، وأبو القاسم الملاّحى، وأبو الربيع ابن سالم وغيرهم. توفي مصروفا عن القضاء في شهر ربيع الأول سنة ٦٠٢ هـ. وكان مولده بغرناطة سنة ٥٣٣ هـ (٣).


(١) أورد له ابن الأبار ترجمة مطولة في التكملة رقم ١٥١٤.
(٢) ترجمته في التكملة رقم ١٧١٩.
(٣) ترجمته في التكملة رقم ١٥٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>