للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإسحاق بن ابراهيم بن يعمر الجابري، من مدينة فاس، ودرس بها، ودرس كذلك بسبتة، ثم رحل إلى الأندلس، ودرس الفقه بمرسية. وولي قضاء فاس وسبتة، وكان متبحراً في الفقه المالكى، حافظا متقنا، ويقال إنه كان يستظهر المدونة. وولي قضاء بلنسية في أواخر عمره سنة ست وستمائة، ثم ولى قضاء جيان، وفقد في موقعة العقاب في شهر صفر سنة ٦٠٩ هـ (١).

وأحمد بن علي بن يحيى بن عون الله الأنصاري، ويعرف بالحصّار. أصله من دانية وسكن بلنسية، ودرس القراءات وبرع فيها، وتبوأ رياستها في عصره، ولم يكن أحد يدانيه في صناعته في الضبط والتجويد والإتقان. وكان يقصده الطلاب من كل صوب للأخذ عنه، ويصفه تلميذه ابن الأبار، الذي ننقل عنه هذه الترجمة، بأنه كان " آخر المقرئين " بشرق الأندلس. وكانت وفاته ببلنسية في الثالث من شهر صفر سنة ٦٠٩ هـ، قبيل كارثة العقاب بأيام قلائل، وقد قارب الثمانين من عمره (٢).

وعبد الله بن الحسن بن أحمد بن يحيى بن عبد الله الأنصاري من أهل مالقة، ويعرف بابن القرطبي، لأن أصلهم من قرطبة. ودرس الحديث، وبرع فيه، وأخذ عنه جمهرة من أقطاب عصره مثل أبي بكر بن الجد، وابن زرقون، وأبي القاسم بن حبيش، وأبي عبد الله بن الفخار، وعنى بالرواية عناية شديدة، وأكثر من الرحلة في لقاء الشيوخ، وطلب العلم، وكان من أشهر أهل عصره في صناعة الحديث، والتصرف في فنونه، ولم يكن أحد يدانيه في حفظ التاريخ، إلا القلائل من أهل عصره، وكان فوق ذلك له مشاركة طيبة في علم العربية والآداب، إلا أن شهرته في الحديث كانت هي الغالبة عليه. وقد حدث ودرس وأخذ عنه الكثير، وألف مجموعة في " تلخيص أسانيد الموطأ " توفي بمالقة في شهر ربيع الآخر سنة ٦١١ هـ (٣).

وكان من أبرز أقطاب الحديث والفقه في أواخر العصر الموحدي بالأندلس، الأخوان عبد الله وداود، إبنا حوط الله الأنصاري الحارثي. وأكبرهما عبد الله، وهو عبد الله بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن سليمان بن عمرو بن خلف ابن حوط الله الأنصاري الحارثي، ولد بأندة من أعمال بلنسية في سنة ٥٤٩ هـ،


(١) ترجمته في التكملة رقم ٥١٧.
(٢) ترجمته في التكملة رقم ٢٦١.
(٣) ترجمته في التكملة رقم ٢٠٩٧

<<  <  ج: ص:  >  >>