للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشرق، فأدى فريضة الحج، وسمع بمصر أبا طاهر السلفى، وغيره من الأقطاب وكان آية في الحفظ، يسرد المتون والأسانيد ظاهراً، ولا بخل بشىء منها، مع مشاركة طيبة في النظم والنثر، وكان موصوفا بالدراية والرواية، يغلب عليه الزهد والورع، حدث عنه بعض الشيوخ الجلة، وكان من العلماء المرافقين للجيش الموحدي في موقعة العقاب، وفيها لقى حتفه، وذلك يوم الاثنين منتصف صفر سنة ٦٠٩ هـ، ومولده سنة ٥٤٢ هـ (١).

وحيان بن عبد الله بن محمد بن هشام .. بن حيان الأنصاري الأوسى من أهل بلنسية، وأصلهم من أروش من عمل قرطبة، درس القراءات والنحو، وأقرأ وقتا بجامع بلنسية، وكان نحويا بارعا، متقنا لكتاب سيبويه، لغوياً، أديباً شاعراً ماهراً في الكتابة، يميل إلى استعمال العويص من اللغة، وكان من أساتذة ابن الأبار وتوفي سنة ٦٠٩ هـ (٢).

ومحمد بن أحمد بن خلف بن عياش الأنصاري الخزرجي، من أهل قرطبة، ويعرف بالشنتيالى، درس على أبي القاسم بن بشكوال، وأبي القاسم بن غالب الشراط، وأبي إسحاق بن طلحة، وأبي الحسن بن بقى، وأبي بكر بن خير، وأبي القاسم السهيلى وغيرهم، وبرع في علم القراءات، والحديث والفقه، والنحو، وكانت له كذلك مشاركة في الفرائض والحساب، تولى الصلاة بجامع قرطبة نحواً من ثلاثين سنة، وأقرأ به القرآن، وحدث زمنا، وأخذ عنه عدد من الشيوخ، وكان من أهل العلم والعمل، والصلاح والتواضع، توفي في شعبان سنة ٦٠٩ هـ. ومولده في سنة ٥٣٢ هـ (٣).

وأحمد بن محمد بن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم بن خلصة الحميري، من أهل قرطبة، درس القراءات والعربية والآداب واللغة، وبرع فيها، وعين خطيبا للجامع الأعظم، وتصدر للإقراء به مدة طويلة، وعكف بالأخص على تدريس علوم اللغة، وكان متمكناً منها متفوقاً فيها، وكان له حظ من قرض الشعر. لبث دهراً يدرس علوم اللسان بجامع قرطبة، وتولى به الخطبة نحو ثلاثة أعوام وكانت وفاته وهو قائم يخطب فوق منبر الجامع الأعظم، وذلك في شهر صفر


(١) ترجمته في التكملة رقم ٢٦٢.
(٢) ترجمته في التكملة رقم ٧٧٤.
(٣) ترجمته في التكملة رقم ١٥٦٠

<<  <  ج: ص:  >  >>