للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

درس الحديث والفقه والأدب، وكان في مقدمة من أخذ عنهم أبو العباس بن الحلاّل صاحب الأحكام بمرسية، وكان ماهراً في شئون الوثائق والعقود، وولي قضاء شاطبة، ثم ولى الخطابة والصلاة بجامعها، وكانت له مشاركة طيبة في الأدب وله موجز في السيرة لابن إسحاق سماه " بالإشراق " وتوفي في سنة ٦٠٦ هـ (١).

وأحمد بن عبد الودود بن عبد الرحمن .. بن صالح الهلالى، من أهل غرناطة وسكن المنكب حينا. ويعرف بابن سمجون. أخذ عن أبيه أبي محمد، وعدة من أقطاب عصره. وبرع في الحديث والفقه، وولي قضاء المنكب، ثم تولى الخطبة، بجامع قرطبة وقتا. وكان فوق ذلك أديبا محسنا في النثر والنظم، حدث وأخذ عنه بعض الشيوخ الجلة. وتوفي بغرناطة، في أوائل سنة ٦٠٨ هـ، ومولده في سنة ٥٢٨ هـ (٢).

ومحمد بن أيوب بن محمد بن وهب .. بن نوح الغافقي من أهل بلنسية، ودار سلفه بسرقسطة. وكان من أشهر وأنبغ الفقهاء الذين جمعوا بين الفقه والأدب في تلك الفترة. درس القراءات والفقه والأدب، وأخذ عن عدة من الأقطاب، واستظهر المدوّنة، وأخذ العربية والآداب عن ابن النعمة. ولى خطة الشورى ببلنسية في حياة شيوخه، وتفوق عليهم في الحفظ والتحصيل، ولم يكن في وقته بشرقى الأندلس، أغزر منه علماً وتبحراً، وانتهت إليه الرياسة يومئذ في عقد الشروط والفتيا. وكان فوق براعته في الفقه والقراءات والتفسير، أديبا متمكنا، ماهراً في الغريب من اللغة، حافظا للأنساب والأخبار، متقنا لما استغلق من معانى الأشعار الجاهلية والإسلامية، مشاركا في فنون كثيرة أخرى. وولي بعد الشورى، قضاء بعض الكور ببلنسية، وخطب بجامعها وقتا. وكان له حظ متوسط من النظم. أسمع الحديث ودرس الفقه وعلوم العربية والآداب وأخذ عنه كثير من الناس، وسمع منه جلة من الشيوخ، ودرس عليه ابن الأبار، وهو يقول لنا إنه كان " أغزر من لقيت علماً، وأبعدهم صيتاً ". توفي في شوال سنة ٦٠٨ هـ، ومولده سنة ٥٣٠ هـ (٣).

ومنهم، ومن أشهرهم، أبو عمر أحمد بن هارون بن أحمد بن جعفر بن عات النفزي، من أهل شاطبة، أخذ عن أبيه وغيره من شيوخ وقته، ورحل إلى


(١) ترجمته في التكملة رقم ٥٢١.
(٢) ترجمته في التكملة رقم ٢٥٩.
(٣) ترجمته في التكملة رقم ١٥٥٦

<<  <  ج: ص:  >  >>