للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسديد اللسان لذكر أنواع البيان، وغيرها. ولما سقطت قرطبة في أيدي النصارى غادرها إلى إشبيلية، وسكن بها حينا، ثم غادرها متجها إلى ميورقة، وأسرته الروم في البحر، وامتحن بالتعذيب، وتوفي على أثر ذلك بميورقة في سنة ٦٤٣ هـ (١). وأحمد بن محمد بن وهب البكرى من أهل شاطبة، أخذ عن ابن نوح وابن عات وغيرهما، وبرع في الفقه والعربية، ومهر في عقد الشروط. وغادر شاطبة عند إجلاء النصارى لأهلها المسلمين، وذلك في سنة ٦٤٥ هـ، وقصد إلى أوريولة، وهناك توفي في أواخر هذا العام (٢).

وأحمد بن علي بن أحمد .. بن عبد الله الأنصاري من أهل قرطبة، درس الفقه والأدب بقرطبة وإشبيلية وجيان، وولي الأحكام ببعض الكور، وعنى بعقد الشروط، وكتب لوالى قرطبة وقتا. ولما سقطت قرطبة في أيدي النصارى غادرها، وعبر البحر إلى تونس، ونزل بها. وكان يقرىء بها اللغة والأدب، وممن أخذ عنه بها ابن الأبار، وكان قد استقر بها كذلك. ثم قصد إلى المشرق لتأدية فريضة الحج، ولكنه توفي بقوص وذلك في رجب سنة ٦٤٦ هـ (٣).

وعبد الله بن قاسم بن عبد الله بن محمد بن خلف اللخمي من أهل إشبيلية ويعرف بالحرار وبالحريرى. أخذ عن أبي الحسن الشقورى، وأبي محمد بن حوط الله وأبي القاسم الملاّحى، وابن زرقون، وابن عات، وغيرهم من الأقطاب. وبرع في الحديث، والأدب، وقرض الشعر. وله عدة مؤلفات منها، " حديقة الأنوار " وهو في تذييل " اقتباس الأنوار " في الأنساب للرشاطى، وكتاب " المنهج المرضى، في الجمع بين كتابى ابن بشكوال وابن الفرضى ". وكانت وفاته بإشبيلية خلال حصار النصارى لها في أوائل سنة ٦٤٦ هـ، ومولده بجزيرة شقر، بلد أسلافه في سنة ٥٩١ هـ (٤).

ومحمد بن محمد بن أحمد .. بن سليمان الزهري، من أهل بلنسية، ويعرف بابن محرز، درس على جماعة من أقطاب الشرق، مثل أبي عبد الله بن نوح، وأبي بكر بن جمرة، وأبي العطاء بن نذير، وغيرهم، وكان متمكنا من الحديث والفقه والأدب واللغة وحفظ الغريب، وله شعر رائق. ولما استولى النصارى على بلنسية، عبر البحر إلى إفريقية، ونزل ببجاية، واستوطنها وأخذ يقرىء بها


(١) ترجمته في التكملة رقم ٣٠٧.
(٢) ترجمته في التكملة رقم ٣١٠.
(٣) ترجمته في التكملة رقم ٣١٢.
(٤) ترجمته في التكملة رقم ٢١٢١

<<  <  ج: ص:  >  >>