للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنى كثير من أكابر المستشرقين بدراسة حياة ابن عربي وتراثه، ومن هؤلاء آسين بلاثيوس، وجولد سيهر، ومكدونالد.

وكان ابن عربي، فوق براعته في التصوف، شاعراً جزلاً ينظم الشعر الرقيق الجيد، ومن ذلك قوله في التعبير عن الشوق:

سلام على سلمى ومن هل بالحمى ... وحق لمثلى رقة أن يسلما

وماذا عليها أن ترد تحية ... علينا ولكن لا احتكام على الدمى

سروا وظلام الليل أرخى سدوله ... فقلت لها صبّا غريبا متيما

فأبدت ثناياها وأومض بارق ... فلم أدر من شق الحنادس منهما

وقالت أما يكفيه أني بقلبه ... يشاهدنى من كل وقت أما أما

وقوله:

درست عهودهم وإن هواهم ... أبدا جديد في الحشا ما يدرس

هذى طلولهم وهذى الأدمع ... ولذكرهم أبدا تذوب الأنفس

ناديت خلف ركابهم من حبهم ... يا من غناه الحسن ها أنا مفلس

يا موقدا نارا رويدا هذه ... نار الصبابة شأنكم فلتقبسوا (١).


(١) راجع في ترجمة ابن عربي فوات الوفيات ج ٢ ص ٢٤١ - ٢٤٣، والتكملة لابن الأبار رقم ١٦٧٣، وعنوان الدراية للغبرينى (طبع الجزائر ١٣٣٨ هـ)، ص ٩٧ - ٩٩

<<  <  ج: ص:  >  >>