للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونريد الآن أن نستعرض بقية أعلام الفكر الأندلسي في تلك الحقبة ممن ظهروا في ميادين التفكير الأخرى.

(١)

ونبدأ في ذلك بذكر طائفة من علماء اللغة والنحو والأدب وما إليها، وهم ليسوا من الناحية العددية كثرة تلفت النظر، ولكن ظهرت منهم شخصيات بارزة، لا تقل عن مثيلاتها في أي عصر، من عصور النهضة والاستقرار.

كان من هؤلاء، أحمد بن محمد القيسي، من أهل جيان ويعرف بالفندرى. درس ببلده، ثم نزح إلى مرسية، ودرس بها الآداب والعربية، وبرع فيها ثم انتقل إلى بلدة ألش من أعمالها، واستقر بها وقتا، وكانت له إلى جانب ذلك مشاركة في علم الطب، وتوفي بمرسية في شهر ربيع الأول سنة ٥٥٩ هـ (١).

وأبو بكر بن سليمان بن سمحون الأنصاري، من أهل قرطبة، درس القراءات والعربية والآداب، وبرع في علم النحو حتى فاق سائر أقرانه، وكان يوصف بأنه أعلم معاصريه بالنحو، وكان يدرس العربية، وله مشاركة في علم الحساب، وأخذ عنه عدة من أعلام عصره، مثل أبي جعفر بن مضاء، وأبي محمد عبد الحق بن محمد الخزرجى، وأبي القاسم بن بقى، وتوفي بقرطبة سنة ٥٦٣ هـ (٢).

وعبد الرحمن بن محمد السلمي من أهل شرق الأندلس، وبه نشأ، ويعرف بالمكناسى. درس على أقطاب صقعه، وبرع في الآداب واللغات، ومعرفة أيام العرب ورجالها، وكان كاتبا جيد النظم، مقتدرا في إنشاء الرسائل اللزومية، وله منها طائفة جليلة. وتوفي بمراكش سنة ٥٧١ هـ (٣).

وداود بن يزيد بن عبد الله السعدى النحوى، من أهل قلعة يحصب من عمل غرناطة، درس بغرناطة وأخذ بها عن أبي الحسن بن الباذش، واختص به، ثم رحل إلى قرطبة فسمع من أقطابها، وكان أستاذ النحويين في وقته، وكان ممن أخذ عنه أعلام، مثل أبي بكر بن أبي زمنين، وأبي الحسن بن خروف، وأبي القاسم الملاّحي، وتوفي عن سن عالية في سنة ٥٧٣ هـ (٤).

وعبد الله بن أحمد بن علي بن قرشى الحجري، من أهل قرطبة، ونشأ


(١) ترجمته في التكملة رقم ١٧٨.
(٢) ترجمته في التكملة رقم ٥٩١.
(٣) نقلنا ترجمته من أوراق مخطوطة من صلة الصلة لابن الزبير عثرنا عليها بمكتبة القرويين.
(٤) ترجمته في التكملة رقم ٨٥٥

<<  <  ج: ص:  >  >>