للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بشرق الأندلس، وأخذ عن أبي الحسن بن النعمة، وأبي الوليد بن الدباغ، وأبي عبد الله بن سعادة، ومهر في صناعة العربية والآداب، وضبط اللغات، وتصدر لإقرائها زمنا. وكان له إلى جانب ذلك حظ من النثر والنظم. وتوفي بقرطبة سنة ٥٧٥ هـ (١).

ومحمد بن أحمد بن طاهر الأنصاري النحوي، من أهل إشبيلية. درس العربية على أبي القاسم بن الرماك، وأبي الحسن بن مسلم، وبرع فيها، وتفوق على أقران عصره، وعكف على تدريسها في مختلف البلاد. ودخل مدينة فاس محترفاً للتجارة، فرغب إليه أهلها في الإقراء، فاستجاب إليهم، وأقام بها وقتا، ثم رحل إلى المشرق ودرس بمصر وحلب والبصرة، وعاد بعد أداء الفريضة فنزل مدينة بجاية، وله تعليق جيد على كتاب سيبويه سماه " بالطرر ". وكان ممن أخذ عنه أقطاب مثل أبي ذر الخشني، وأبي الحسن بن خروف، وغيرهما. وتوفي ببجاية سنة ٥٨٠ هـ (٢).

وابراهيم بن محمد بن منذر بن أحمد بن سعيد بن ملكون الحضرمي النحوى، من أهل إشبيلية، أخذ بها عن أقطاب العصر، مثل أبي مروان الباجي، وشريح ابن محمد، وأبي الوليد بن حجاج، وأبي القاسم بن الرماك، وبرز في علم العربية والآداب، ومهر فيها، وقام على إقرائها، وكان ممن أخذ عنه الخليفة أبو يعقوب يوسف وعدة من الجلة، وله في اللغة والنحو عدة مؤلفات قيمة منها " إيضاح المنهج " وقد جمع فيه بين كتابى ابن جنى، ووضع شرحا لكتاب الجمل للزجاجى، وشرحا آخر لكتاب التبصرة للصميرى وغيرها. وتوفي بإشبيلية سنة ٥٨١ هـ (٣).

وعبد الله بن محمد بن أبي عبيد بن عبد العزيز البكري، من أهل قرطبة، وأصلهم من لبلة، ومن سادة جزيرة شلطيش أيام الطوائف، وجده أبو عبيد البكرى، وهو العلامة الجغرافى اللغوى الشهير صاحب المسالك والممالك، ومعجم ما استعجم. ونبغ عبد الله كجده في اللغة والآداب وغريبها، وأخذ على أبي عبد الله ابن مكى، وأبي جعفر البطروجى، وأبي بكر بن عبد العزيز وغيرهم. وأخذ عنه الجلة مصنفات جده، وكانت وفاته بقرطبة في جمادى الأول سنة ٥٨١ هـ، ومولده في سنة ٥٠٧ هـ (٤).

ولب بن عبد الله بن لب بن أحمد الرُّصافي، نسبة إلى رُصافة بلنسية، أخذ


(١) ترجمته في التكملة رقم ٢٠٦٠.
(٢) ترجمته في التكملة رقم ١٤٤٧.
(٣) ترجمته في التكملة رقم ٤٠٦.
(٤) ترجمته في التكملة رقم ٢٠٧١

<<  <  ج: ص:  >  >>