للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العربية عن أبي الحسن بن النعمة وغيره، وبرع فيها، وقام بتعليمها، وبرع كذلك في النحو، وكان قائما على شرح ابن بابشاذ لجمل الزجاجى، وأخذ عنه كثير من شيوخ عصره، وتوفي نحو سنة ٥٩٠ هـ (١).

وجابر بن محمد بن نام بن أبي أيوب، ويعرف بسليمان الحضرمي النحوى، من أهل إشبيلية. عنى بالحديث والرواية، ثم درس العربية على أبي القاسم ابن الرماك، وأبي الحسن بن مسلم، وبرع فيها وغاص على دقائقها وأسرارها، وتصدر لإقرائها، ولم يكن في وقته بإشبيلية أقدر منه على شرح كتاب سيبويه، وتوفي سنة ٥٩٦ أو ٥٩٧ هـ (٢).

ومصعب بن محمد بن مسعود الخشني، من أهل جيان، ويكنى بأبي ذر، ويعرف بابن أبي ركب، درس العربية والآداب واللغات بالأندلس والمغرب دراسة مستفيضة، وكان في مقدمة أساتذته العلامة النحوى أبو اسحاق بن ملكون. وبرع في العربية وتبوأ رياستها في عصره، وقصده، الطلاب من كل صوب للأخذ عنه، هذا مع مشاركته في الآداب واللغات، وقرض الشعر. ولى الخطبة بجامع إشبيلية وقتا، وكان يقرىء العربية بمسجد ابن الرماك، ثم ولى قضاء جيان، واستوطن في أواخر حياته مدينة فاس. وتصدر بها لإقراء العربية، وله تأليف في " شرح غريب السير لأبي اسحاق "، ورسالة في العروض. وتوفي بمدينة فاس في شهر شوال سنة ٦٠٤ هـ (٣).

وعلي بن محمد بن علي بن خروف الحضرمي النحوي من أهل إشبيلية، ويعرف بابن خروف. درس الكلام والأصول، وأخذ عن أبي مروان بن قزمان، وأبي إسحاق بن ملكون، وداود بن يزيد السعدى، وبرع في العربية، وانقطع لها، وأصبح من أئمتها البارزين، وتصدر لإقرائها طول حياته، بإشبيلية وقرطبة ورندة، وبالمغرب بفاس وسبتة. ورحل إلى المشرق، وأقام مدة بحلب. وتفوق بالأخص في شرح كتاب سيبويه، وأخذه عنه جمهرة من الجلة. وألف شرحه المشهور عليه، ويقال إنه حمل منه نسخة إلى الخليفة الناصر بمراكش، فوصله عنها بألف دينار، وألف كذلك شرحا لكتاب الجمل للزجاجي، وكانت له مشاركة في علم الفرائض وفي القراءات. وكان ذا أسلوب بارع في الدرس والمحاضرة والمناظرة.


(١) ترجمته في التكملة رقم ٩٤٦.
(٢) ترجمته في التكملة رقم ٦٥٥.
(٣) ترجمته في التكملة رقم ١٧٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>