للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على حين راق البرق في الجو مغمدا ... صباه ودمع المزن في جوه راق

وحانت بعينى في الرياض التفاته ... حبست وكاساتى قليل على الساق

على سطر خير ذكرتك فانثنى ... يميل بأعناق ويرنو بأحداق

ومن قصائده المشهورة، قصيدة طويلة، يتشوق فيها إلى وطنه بلنسية ويشيد بمحاسنها وفيها يقول:

خليلى ما لليد قد عبقت نسرا ... وما لرؤوس الركب قد رجحت سكرا

أظنك مفتونا بمدرجة الصبا ... أم القوم أجروا من بلنسية ذكرا

خليلى عوجابى قليلا فإنه ... حديث كبرد الماء في الكبد الحرّا

قفا غير مأمورين ولتضربا على ... بقية للمزن فاستبقيا القطرا

بجسر معان والرُّصافة أنه ... على القطران يسقى الرصافة والجسرا

بلادى التي ريشت قويدمتى منها ... صريحا وأدوانى قرارتها وكرا

لبسنا بها ثوب الشباب لباسها ... ولاكن عرينا من حلاه ولم تعرا

وتوفي الرصافى بمالقه في شهر رمضان سنة ٥٧٢ هـ (١).

ومنهم محمد بن عيسى بن عياض القرطبي، كان من أقطاب الأدب وأفذاذ الشعراء والكتاب، وإليه تنسب المقامة العياضية الغزلية.

ومما ينسب إليه من الشعر قوله:

كم من أخ في فؤاده دغل ... أخوف من كاشح تجاهده

برء السقام الخفى أعسر من ... برء سقام بدت شواهده

ولم يذكر له تاريخ وفاة (٢).

وأبو بحر صفوان بن إدريس بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبى، من أهل مرسية، درس الحديث والأدب، وبرع في النثر والنظم، وكان من أقطاب الكتاب البلغاء، والشعراء المجيدين، وله رسائل عديدة وقصائد جليلة. وجمع ما صدر منها في كتاب سماه " عجالة المحتفز، وبداهة المستوفز "، وألف كتابا آخر عنوانه " زاد المسافر ". وتوفي شابا ببلده مرسية في شوال سنة ٥٩٨ هـ، ومولده سنة ٥٦١ هـ (٣).

ومحمد بن أحمد بن الصابونى الصدفى من أهل إشبيلية. كان من أعظم أدباء


(١) راجع المعجب ص ١١٩ - ١٢٤، وابن خلكان ج ٢ ص ١٠، والتكملة لابن الأبار رقم ١٤١٦.
(٢) ترجمته في التكملة رقم ١٤٠٦.
(٣) ترجمته في التكملة رقم ١٨٩٥

<<  <  ج: ص:  >  >>