للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعره في الأندلس وتداوله الناس، وله عدة كتب في الأدب، ومن نظمه قوله:

يا صاحبى وما البخيل بصاحبى ... هذى الخيام فأين تلك الأدمع

أتمر بالعرصات لا تبكى بها ... وهي المعاهد منهم والأربع

يا سعد ما هذا القيام وقد نأوا ... أتقيم من بعد القلوب الأضلع

هيهات لا ريح اللواعج بعدهم ... زهر ولا طير الصبابة وقع

وتوفي ابن حريق ببلده بلنسية في سنة ٦٢٢ هـ (١).

ومحمد بن علي بن حماد بن عيسى الصنهاجي، أصله من قلعة بني حماد، وسكن بجاية، وأخذ عن أشياخها ثم دخل الأندلس، فسمع بها، وولي قضاء الجزيرة الخضراء ثم قضاء سلا، وكان كاتبا بليغا، وشاعراً مجيداً، وله ديوان شعر معروف. وله أيضا كتاب " الإعلام بفوائد الأحكام " وشرح لمقصورة ابن دريد. وتوفي سنة ٦٢٨ هـ (٢).

ومنهم ومن أشهرهم وألمعهم، محمد بن إدريس بن علي بن ابراهيم بن القاسم من أهل جزيرة شقر، ويعرف بمرج الكحل، وكان من أعظم شعراء عصره مقدرة على الإبداع والتوليد والتجويد، وبرع في الأخص في الغزل، والشعر الوصفى المبتكر، وعاش حينا في غرناطة، وذاع صيته في سائر أنحاء الأندلس. وأخذ عنه عدة من أشياخ العصر، مثل أبي الربيع بن سالم، وأبي عبد الله بن أبي البقاء، وابن عسكر، ومترجمه ابن الأبار وغيرهم. ومن شعره قوله:

مَثَل الرزق الذي تطلبه ... مَثَل الظل الذي يمشى معك

أنت لا تدركه متَّبعا ... فإذا وليت عنه أتَّبعك

وقوله يصف عشة بنهر الفنداق الذي يمر بلوشة:

عرج بمنعرج الكثيب الأخضر ... بين الفرات وبين شط الكوثر

ولنغتبقها قهوة ذهبية ... من راحتى أحوى المراشف أحور

والروض ما بين مفضض ومذهب ... والزهر بين مدرهم ومدنر

والنهر مرقوم الأباطح والربا ... بمصندل من زهره ومعصفر

وتوفي مرج الكحل ببلده في شهر ربيع الأول سنة ٦٣٤ هـ (٣).

ومنهم أبو بكر بن هشام بن عبد الله بن هشام .. بن عبد الغافر الأزدرى


(١) ترجمته في صلة الصلة لإبن الزبير رقم ٢٦٣، وفوات الوفيات ج ٢ ص ٧٠.
(٢) ترجمته في التكملة رقم ١٦٣٧.
(٣) ترجمته في التكملة رقم ١٦٥٦

<<  <  ج: ص:  >  >>