للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتلخيص كتاب ما بعد الطبيعة، وتلخيص كتاب الأخلاق، وتلخيص كتاب البرهان، وتلخيص كتاب السماع الطبيعي، وشرح كتاب النفس وغيرها. وتشمل مؤلفات ابن رشد الطبية كذلك عدة مصنفات، منها شرح أرجوزة الطب للشيخ الرئيس ابن سينا، وتلخيص عدة كتب لجالينوس، منها كتاب المزاج، وكتاب القوي الطبيعية، وكتاب العلل والأعراض، وكتاب الحميات، وكتاب الأدوية المفردة، وغيرها. بيد أن أشهر مصنفات ابن رشد الطبية هي كتابه " الكليات " وفيه يتناول أبواب الطب الكلية أو الرئيسية، وذلك مقابل التفاصيل الجزئية التي يتناولها أستاذه عبد الملك بن زهر في كتابه " التيسير " (١). وله كتاب في الحيوان. ولإبن رشد كذلك، في الفقه والأصول عدة مصنفات، منها كتاب " تهافت التهافت " وفيه يرد على كتاب " التهافت " للغزالى، وكتاب " منهاج الأدلة في علم الأصول "، ورسالة في " فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال "، وكتاب " المقدمات "، وكتاب " بداية المجتهد في الفقه "، وغيرها. وله فضلا عن ذلك عدة رسائل أخرى في الفلسفة والطب والأصول والمنطق لا يتسع المقام لذكرها. وقد عرف التفكير الغربي ابن رشد في عصر مبكر، وعرفه بالأخص فيلسوفا وطبيبا من أعظم الفلاسفة والأطباء المسلمين، بل من أعظم الفلاسفة والأطباء في كل قطر، وكل عصر، واشتهر ابن رشد في الغرب بالأخص بشروحه لفلسفة أرسطو، وهي شروح ترجمت إلى اللاتينية، وذاعت في دوائر التفكير الغربي منذ القرن الثالث عشر الميلادى.

ولبث ابن رشد على حظوته في البلاط الموحدي أعواما طويلة، ولكن الفقهاء والطلبة الموحدين، الذين ضاقوا ذرعا بتفكيره الدينى والفقهى المستنير، وبحوثه الفلسفية الرفيعة، عملوا على مناوئته، والوشاية به لدى الخليفة المنصور، واتهامه بالانحراف والمروق، وانتهى المنصور، بالرغم مما كان يكنه لابن رشد من التوقير والتقدير، أن ينزل عند تحريضهم، وأن يصدر قراره الشهير بمحاكمة الفيلسوف وبعض زملائه وتلاميذه، وأن يقضى بنفيه إلى بلدة اليسّانة على مقربة من غرناطة (سنة ٥٩١ هـ)، وصدر إلى جانب ذلك بيان للمنصور بقلم كاتبه أبي عبد الله بن عياش، بالحملة على ابن رشد وزملائه، واتهامهم بالمروق والزيغ.


(١) رأينا خلال إحدى زياراتنا لغرناطة نسخة خطية نادرة من كتاب " الكليات " لابن رشد بمكتبة دير ساكرومنتى القريب من غرناطة. وقد طبع هذا المخطوط بأصله كما هو ألواحا مصورة

<<  <  ج: ص:  >  >>